أقيمت أمس الجمعة صلاة الغائب عبر كامل مساجد التراب الوطني ترحّما على ضحايا تحطّم الطائرة العسكرية بأمّ البواقي الثلاثاء الماضي، وكانت الصلاة التي تمّت تأديتها مباشرة بعد أداء صلاة الجمعة مناسبة للدعاء للضحايا بالرّحمة والمغفرة ولذويهم بالصبر والسلوان. قال بعض الأئمة إنه رغم أن صلاة الغائب (غير معتمدة في مذهبنا إلاّ أنه لا يضيرنا أن ننهل من مذاهب أخرى، خصوصا وأن الأمر يتعلّق بالصلاة على أرواح إخوان لنا)، وهو ما دفع ملايين الجزائريين الذين يؤمّون بيوت الرحمن كلّ جمعة إلى أداء الصلاة على أرواح ضحايا الكارثة الجوية الذين قضت الجزائر ثلاثة أيّام من الحداد عليهم. وفي سياق ذي صلة، أدّى رئيس مجلس الأمّة ورئيس المجلس الشعبي الوطني والوزير الأوّل السادة عبد القادر بن صالح ومحمد العربي ولد خليفة وعبد المالك سلال أمس الجمعة بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة عقب صلاة الجمعة صلاة الغائب على أرواح ضحايا حادث تحطّم طائرة عسكرية بولاية أمّ البواقي. وقد أدّى صلاة الغائب أيضا أعضاء من الحكومة واطارات في الدولة. وبهذه المناسبة اعتبر الإمام في خطبتي صلاة الجمعة الضحايا الذين لقوا حتفهم في هذا الحادث المؤلم شهداء الواجب الوطني، مشيرا الى أن هذه الحادثة تعدّ (ابتلاء من اللّه للأمّة الجزائرية). ودعا الخطيب (الجميع كلّ في موقع عمله إلى الحفاظ على الوطن من أجل رفعة الجزائر وسؤددها بين الأمم)، مقدّما خالص التعازي لعائلات الضحايا، راجيا من المولى عزّ وجلّ أن يغفر لهم ويرحمهم ويدخلهم فسيح جنانه ويلهم ذويهم الصبر والسلوان. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أعلن عن حداد وطني لمدّة ثلاثة أيّام على إثر هذا الحادث الذي خلّف 77 قتيلا. وفي سياق ذي صلة، علمت (أخبار اليوم) من مصادر مطّلعة بأنه من المنتظر أن يصل خلال الساعات القليلة القادمة إلى غليزان جثمانا عسكريين لقيا مصرعهما في حادث سقوط الطائرة العسكرية يوم الثلاثاء الماضي بأمّ البواقي، ويتعلّق الأمر بالشابّين (ب. سليمان) 20 سنة، والذي ينحدر من دوّار أولاد الجيلالي ببلدية حمري دائرة جديوية، و(د. بالمهل) الذي ينحدر من مركز بلدية مديونة دائرة مازونة. وحسب ذات المصادر، فإن الشهيدين التحقا بصفوف الجيش الوطني الشعبي خلال الصائفة الماضية.