أدى رئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني والوزير الأول السادة عبد القادر بن صالح ومحمد العربي ولد خليفة وعبد المالك سلال، أمس، بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة، صلاة الغائب على أرواح ضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية بولاية أم البواقي، وذلك في اليوم الثالث للحداد الوطني، الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية. وقد أدى صلاة الغائب أيضا والتي أقيمت في جميع مساجد الوطن عقب صلاة الجمعة، أعضاء من الحكومة وإطارات في الدولة بمعية مواطنين. وبهذه المناسبة، اعتبر الإمام عماد بن عامر في خطبتي صلاة الجمعة، الضحايا الذين لقوا حتفهم في هذا الحادث المؤلم، شهداء الواجب الوطني، مشيرا إلى أن هذه الحادثة تُعد "ابتلاء من الله للأمة الجزائرية". ودعا الخطيب "الجميع كلٌّ في موقع عمله، إلى الحفاظ على الوطن من أجل رفعة الجزائر وسؤددها بين الأمم"، مقدما، في هذا الصدد، خالص التعازي لعائلات الضحايا، راجيا المولى عز وجل أن يغفر لهم ويرحمهم ويُدخلهم فسيح جنانه ويُلهم ذويهم الصبر والسلوان. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد أعلن حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام، على إثر هذا الحادث الذي خلّف 77 قتيلا. وأوضح الرئيس بوتفليقة، في برقية وجّهها إلى نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح وكافة عائلات الضحايا يوم الحادث، أن "الجنود الذين سقطوا إثر تحطم الطائرة العسكرية هم شهداء الواجب؛ لذا نعلن حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الأربعاء 12 فبراير 2014". كما أعلن رئيس الجمهورية في هذه البرقية، أن يوم الجمعة (أمس) هو يوم ترحم على أرواحهم الطاهرة عبر سائر التراب الوطني وفي جميع مساجد الجمهورية. ووصف رئيس الدولة في برقيته يوم تحطم الطائرة باليوم "الحزين"، الذي "فُجع فيه الشعب الجزائري بفقد ثلة من خيرة أبنائه وهم يحلمون بالعودة إلى ديارهم، يحذوهم الأمل بلقاء أهلهم وذويهم؛ حيث ينعمون بالأمن والاستقرار، غير عالمين بما يخبّئه لهم القدر، الذي شاء أن تنتهي بهم رحلتهم في منتصف الطريق، ويسيّرهم في رحلة أخرى لا عودة منها ولا مآب". يُذكر أن حادث سقوط طائرة النقل العسكرية هرقل س 130، وقع يوم الثلاثاء الماضي فوق جبل فرطاس بنواحي أم البواقي (500 كلم شرق الجزائر العاصمة)، وأسفر عن وفاة 77 راكبا، فيما نجا شخص واحد. وكانت الطائرة في رحلة جوية قادمة من تمنراست باتجاه قسنطينة وهي تقل أربعة وسبعين (74) مسافرا، بالإضافة إلى طاقم الطائرة المتكون من أربعة (04) أفراد. وقد انقطع الاتصال بالطائرة في حدود 11 سا 37 د، وتم فور ذلك إرسال ثلاثة (03)مروحيات للبحث في المنطقة، حيث تم تحديد مكان سقوطها بجبل فرطاس قرب دوار العقلة؛ 18 كم شرق مدينة عين مليلة (ولاية أم البواقي). وكانت وحدات الإنقاذ التابعة للجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية، قد تنقلت بسرعة إلى عين المكان للبحث عن الركاب. وتم تشكيل لجنة تحقيق قصد "تحديد الأسباب التي كانت وراء هذا السقوط". وعلى إثر هذا الحادث الأليم "تم تفعيل مخطط البحث والإنقاذ. كما أسرعت وحدات الإنقاذ التابعة للجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية، إلى عين المكان لتقديم الإسعافات الأولية. وتم تشكيل لجنة تحقيق وإيفادها إلى المنطقة؛ قصد تحديد الأسباب التي كانت وراء هذا السقوط". وكان نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، قد استمع إثر ترؤسه لاجتماع مصغر يوم الأربعاء الماضي بالمستشفى العسكري الجهوي بقسنطينة (الناحية العسكرية الخامسة)، لعرض قدمه مدير المستشفى الجهوي العسكري. وأعطى الفريق قايد صالح تعليمات دقيقة للمسؤولين المعنيين، تنص على الخصوص ب "الإسراع في التشخيص العلمي لهوية الضحايا، والتكفل بعائلاتهم وتوجيههم إلى ولاياتهم الأصلية". ودعا الفريق قايد صالح في هذا السياق، إلى "شروع اللجنة التقنية للتحقيق في ملابسات الحادث فورا، مع أخذ بعين الاعتبار كل التفاصيل التي يمكن أن تساعد في تحديد ظروف سقوط الطائرة وسط الحالة الجوية السيئة"، ملحّا على ضرورة اتخاذ "الإجراءات المناسبة، التي من شأنها تفادي مثل هذا الحادث مستقبلا". وتشير المؤشرات الأولية إلى أن الحادث يكون قد نجم عن الظروف المناخية السيئة، التي تميزت بهبوب رياح قوية وقت شروع الطائرة في الهبوط فوق أرضية مطار قسنطينة.