و أخيرا أنهى لاعب أولمبيك ليوني نبيل فقير الجدل الطويل و المسلسل التركي الذي وضع فيه الجزائريين و الفرنسيين على مدار الست أشهر الماضية، حيث أعلن اللاعب ذي الاصول الجزائري أمس عبر صفحات جريدة «ليكيب» الفرنسية عن خياره النهائي و الأخير، و هو بطبيعة الحال المنتخب الفرنسي، و كانت عبارة: «فرنسا هي اختياري» العنوان العريض الذي فتحت به هذه الصحيفة و بالبند العريض عددها، في ما يشبه الاحتفال و الافتخار بالنصر الذي أحرزه الفرنسيون هذه المرة على حساب الجزائر، و اختطافهم لموهبة كروية قد تحقق لهم انجازات لم يتم تحقيقها منذ عهد زين الدين زيدان. فقير كان كثير الأحلام في طفولته والجزائريون لم يتحملوا نفاقه هذا و قد تغنى لاعب ليون كثيرا باختياره النهائي، الذي قال عنه بأنه حلم الطفولة، حيث قال: «اللعب مع المنتخب الفرنسي، لقد كان حلم الطفولة بالنسبة لي»، وهو ما يكشف حجم التناقض في مواقفه الغريبة، إذ فكيف له أن يتردد كل هذا الوقت في اختيار حلم الطفولة، بل كان الأحرى به أن يحسم الجدل من الوهلة الاولى، لأن تحقيق حلم الطفولة يبقى دائما الاولى، غير أنه من الواضح بأن فقير كان كثير الأحلام في طفولته، و إلا فكيف يتم تفسير تصريحاته التي أطلقها العام الماضي و التي قال فيها بأن حمل ألوان المنتخب الجزائري كان حلم طفولته، لكنه حينها كان لاعبا مغمورا و مصابا و يبحث عن مخرج لنفسه، وهو التناقض الذي لم يتقبله الجزائريون الذين هاجموه بشدة أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووصفوه بالنفاق، و ما كانوا ليهاجموه بكل تلك الشدة لو كان صريحا منذ البداية مثل بن زيما و زيدان و غيرهما. ديشون أغرى فقير بأورو 2016 و غوركوف يكرس فشله مرة أخرى ومن بين الأمور التي قالها نبيل فقير أمس أيضا هو أن مدرب منتخب الديكة ديدي ديشون قد نجح في إقناعه باختيار القميص الأزرق حيث قال: «لقد تحدثت مع ديشون، و لقد كان أكثر إقناعا لي، وقال لي بأنه يعول علي كثيرا، وبأنني لاعب جدير بالاهتمام، وبأن هناك منافسة في غاية الأهمية تنتظرنا، كأس أوروبا 2016، التي أتلهف كثيرا للمشاركة فيها»، ثم أضاف: «أنا فرنسي من أصول جزائرية، وأنا فخور بذلك، لكنني ارتأيت بأنه من مصلحتي اختيار فرنسا»، ثم تطرق فقير إلى ما حصل له مع غوركوف يوم الجمعة الماضي، حيث قال بأن اتصاله به كان غلطة، وهو الاتصال الذي جاء من فقير لكي يعتذر و يقول بأنه لم يحسم أمره بعد، هذا و يكون المدرب كريستيان غوركوف قد كرس فشله مرة أخرى، وذلك بعد الفشل في كأس إفريقيا، وهو فشل ذريع إذا ما قورن مع اللاعبين الكثر الذين نجح المدرب السابق وحيد حليلوزيتش في إقناعهم باختيار الجزائر، على غرار براهيمي و غلام و بن طالب و بلفضيل.