تشهد العديد من المدن الكبرى على غرار العاصمة، وهرانوقسنطينة عمليات إعادة تهيئة شاملة للعمارات العتيقة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، وهي العملية التي لم تمس ولاية عنابة إلى غاية الآن، رغم أن عاصمتها تتوفر على العديد من هذه العمارات خصوصا في وسط المدينة، والتي أصبح العديد منها خطرا على السكان بسبب تداعي السلالم والجدران، وذلك أمام مرأى المسؤولين المحليين، وهو ما دفع سكان وسط المدينة والغيورين على «جوهرة الشرق» للمطالبة بإعادة تهيئة العمارات من قبل الجهات الوصية، من خلال وضع برنامج استعجالي يضمن إعادة تهيئتها وترميمها بالشكل اللازم، وذلك من خلال الاستعانة بخبراء يكونون قادرين على ضمان إعادة رونق هذه العمارات التي تعد واجهة مدينة عنابة، بدل الاكتفاء بإعادة طلائها بين الفينة والأخرى. ولعل حال العمارات المطلة على «ساحة الثورة» وشارع ابن خلدون الذي يعد أحد الشرايين الرئيسية في مدينة عنابة أفضل دليل ذلك، حيث غزت التصدعات أغلبها كما أن السلالم في حالة يرثى لها وأصبحت تهدد حياة السكان خصوصا الأطفال وكبار السن بعد أن انهارت أجزاء معتبرة منها، في الوقت الذي تشهد فيها الولايات الكبرى الأخرى عمليات إعادة تهيئة شاملة لمثل هذه العمارات، لكن ربما على عنابة أن تنتظر حتى تشرفها السلطات العليا باحتضان إحدى التظاهرات الكبرى، على غرار «عاصمة الثقافة العربية» التي تحتضنها قسنطينة هذه السنة أو «عاصمة الثقافة الإسلامية» التي احتضنتها تلمسان قبل سنوات.