شهدت أسعار الماشية بولاية قسنطينة ارتفاعا يمكن أن نقول عنه إنه جنوني رغم أن المنطقة تتوفر على الملايين من رؤوس الأغنام بسبب الطبيعة الفلاحية للكثير من بلدياتها.ففي جولة ميدانية قامت بها آخر ساعة عبر عدد من نقاط بيع الماشية بولاية قسنطينة أول ما أثار انتباهنا هو قلة المواطنين المقبلين على شراء كبش العيد فكلما استفسرنا عن سعر أي رأس غالبا ما تكون الإجابة أنه لم تعط بعد القيمة ( ما زال ما ساموش ) وهي إشارة إلى قلة الإقبال على الأضحية ولو قبل أقل من أسبوع عن يوم النحر . ..الأمطار تلهب أسعار الكلأ أول نقطة لنا كانت ببلدية عين أعبيد الفلاحية حيث تتواجد أكبر عدد من نقاط بيع الأضحية لاحظنا عزوف المواطنين عن التوجه إلى الموالين في حين أن عددا من المواطنين الذين تحدثنا إليهم أكدوا أن السبب يعود إلى تفضيل القسنطينيين شراء أضحيتهم قبل ثلاثة أو أربعة أيام من العيد لعدم وجود أماكن تحفظ فيها أضاحيهم أو قلة الكلأ المخصص لهذه الفترة من جهة وغلائها من جهة أخرى فكمشة صغيرة من التبن التي لا يزيد وزنها عن نصف كيلو غرام تباع ب 200 دينار وهو ما يسمح لبائعها بربح أضعاف الثمن الذي يتلقاه الفلاح خلال موسم الدرس، فالأعلاف الموجهة للاستهلاك الحيواني عبر الأسواق المحلية خلال فترة العيد وباعتبار أن الأعلاف تخضع لقانون السوق أي العرض والطلب فأسعارها تتحدد بين الموالين والفلاحين كبداية دورة العلف في السوق خلال شهري جويلية وأوت، ففي الوقت الذي تتواصل فيه المضاربة بأسعار الأعلاف في السوق الموازية حيث يقوم المضاربون بشراء كميات الأعلاف من الفلاحين أو الموالين أنفسهم بسعر ليعاودوا تسويقه عبر مختلف نقاط البيع عبر الوطن بهامش ربح يرتفع أساسا مع عدد عمليات البيع من تاجر إلى آخر. ليصل إلى الزبون بسعر مرتفع يتراوح ما بين 250 دج إلى 500 دج حسب درجة المضاربة الموجودة بحركة السوق. أكثر من 10 ولايات شرقية تحج إلى سوق الخروب للماشية شهد السوق الأسبوعي لبلدية الخروب أمس إقبالا جنونيا للمواطنين الراغبين في اقتناء أضحية العيد حيث حج سكان أكثر من 10 ولايات شرقية إلى سوق الماشية وقد وقفت آخر ساعة على مداخل السوق حيث حملت المواقف الخاصة ترقيم العديد من الولايات على غرار باتنةعنابةسكيكدةقالمة وسطيف تبسة والقائمة طويلة في صورة تؤكد هروب المواطن من غلاء الأسعار ومنطق السماسرة الذين فرضوا منطقهم، وبالعودة إلى أسعار الماشية فأصغر أضحية وأقلها ثمنا تتجاوز 30 ألف دينار أي ثلاثة ملايين سنتيم ولا يزيد وزنها أحيانا عن 15 كيلوغراما كأقصى تقدير وهي الأسعار المتداولة في الأسواق والتي تخص الماشية المحلية خاصة حيث أكد عدد من الموالين وسماسرة كبش العيد الذين فرضوا منطقهم وألهبوا الأسعار ، ليؤكد المواطن البسيط بأنه يبحث عن الكبش الذي يلائمه لكنه لم يجده بعد خاصة من الناحية المادية فكبش صغير وصل سعره إلى 35 ألف دينار رغم أن طريقة تسمينه اعتمدت على بعض المواد الكيماوية التي يتقنها سماسرة كبش العيد أكثر من المربين والموالين، والأمر مختلف بين مدينة وأخرى وبين ولاية وأخرى فأسعار الماشية بالأماكن التي تتوفر فيها مصادر الإطعام غالبا ما تكون منخفضة قليلا كما هو الحال بسوق الخروب الأسبوعي المعروف وطنيا.