كشفت مصادر مطلعة بأن عملية إنتاج حديد البناء بأرسيلور ميتال الذي يغطي أزيد من 40 بالمئة من حاجيات السوق الوطنية متوقفة أو مجمدة وهو ما يهدد بغلق جميع وحدات الإنتاج إلى غاية شهر جوان القادم بسبب تأخر إجراءات توقيع تصريح استيراد المادة الأولية نصف المصنعة والتي يتم استيرادها من أوروبا بعد توقف الفرن العالي تزامنا مع حالة الغليان والانتقادات داخل المركب جراء انطلاق برنامج الاستثمار بطريقة مخالفة لا تتوافق مع الأهداف المسطرة من طرف وزارة الصناعة وكذا الحكومة الجزائرية لإعادة الاعتبار لعملاق الحديد والصلب بعد إعادة استرجاع جميع الأسهم وإنهاء الشراكة وهي الإجراءات التي بقيت مجرد حبر على ورق حيث ما يزال المركب يسير من طرف الأجانب في ظل غياب أي مرسوم أو قرار رسمي يتضمن تأميم المركب وإعادة استرجاعه بنسبة 100 بالمئة. إدارة أرسيلور ميتال تسير المركب رغم استعادة الجزائر لجميع الأسهم كشفت مصادر آخر ساعة من داخل المركب أو عملاق الحديد والصلب بأن جميع القرارات ما زالت تتخذ من طرف إدارة أرسيلور ميتال التي تمثل الشريك الأخير رغم مرور عدة أشهر على قرار تأميم المركب واسترجاع الدولة الجزائرية لجميع الأسهم في ظل غياب الوثائق والقرارات الرسمية أو أية مراسلة سواء من طرف الحكومة أو الوزارة الوصية تثبت الملكية التامة لجميع أسهم مركب الحديد والصلب الذي ما يزال يسير تحت اسم مجمع أرسيلور ميتال عنابة رغم أن قرار التأميم يتضمن تغيير تسمية المركب التي تؤول فيما بعد عملية تسييره واتخاذ جميع القرارات إلى الإدارة الجزائرية الممثلة في مجمع سيدار الذي أصبح يملك جميع الأسهم بدل 30 بالمئة قبل توقيع قرار التأميم وإعادة بعث برنامج استثمار ضخم بمليون دولار يتضمن إصلاح وإعادة تهيئة جميع وحدات المركب. أطراف خفية تسعى إلى تحطيم عملاق الحديد والصلب أفاد بيان موقع من طرف الأمين العام لنقابة أرسيلور ميتال الجزائر إلى أن قرار استرجاع جميع الأسهم ورجوع السيادة الوطنية قد أزعج بعض الأطراف أو من وصفهم بأشباه المسؤولين حيث أنه بدأت تتضح جميع نواياهم في التلاعب بمصير المركب وهو ما لا يتوافق حسب بيان النقابة مع الأهداف المسطرة من طرف وزارة الصناعة المتضمن في البرنامج الضخم المسطر للنهوض بالصناعة الوطنية وخاصة الصناعة الثقيلة التي تلعب دورا كبيرا في تحقيق التنمية الوطنية وقد فتحت النقابة حسب ذات المصدر عدة ملفات على رأسها قضية سيمافارم التي أرادت التلاعب في إرسال قطع غيار غير مطابقة للمواصفات المعمول بها لتدخل النقابة لإيقاف الصفقة إلى جانب التلاعب بمصير ملف الاستثمار بالفرن العالي وكذا تلاعب الشركات الأجنبية بأموال الدولة الجزائرية و أموال العمال دون رقيب وهو ما اعتبرته النقابة مساسا باستقرار المركب هذا إلى جانب التطرق لوضعية وحدة LRB والخرسانات الحديدية الملفوفة بالأطنان داخل وخارج ورشة LRB. استيراد المادة الأولية نصف المصنعة مجمد إلى حين آخر تؤكد عدة أطراف بأن عملية استيراد المادة الأولية نصف المصنعة لصناعة حديد البناء على مستوى مركب الحديد والصلب أو مجمع أرسيلور ميتال متوقفة منذ عدة أسابيع فيما يبقى قرار الاستيراد مرهونا بتوقيع وزير الصناعة على القرار الذي حول له منذ عدة أسابيعا علما وأن المجمع توجه لاستيراد المادة الأولية نصف المصنعة والتي تأتي على شكل صفائح يتم تحويلها على مستوى المركب بعد توقيف الفرن العالي الذي يخضع منذ عدة شهور لعملية تهيئة في إطار برنامج الاستثمار الذي خصصت له الدولة الجزائرية مليون دولار في انتظار انطلاق باقي عمليات التهيئة التي بقيت إلى حد الساعة مجرد حبر على ورق علما أن أرسيلور ميتال تستورد إلى جانب ذلك الفحم الذي كانت تنتجه وحدة التكويك أو المفحمة التي تم توقيفها منذ سنة 2009 المركب مهدد بالتوقف إلى غاية جوان القادم كشفت ذات المصادر بأن عدم توفر المادة الأولية النصف مصنعة سواء المتعلقة بإنتاج حديد البناء أو المادة الأولية النصف مصنعة لإنتاج الأنابيب على مستوى وحدة ألفابايب يهدد بتوقف أو شل المركب لعدة أشهر قادمة إلى غاية جوان 2016 خاصة في ظل الإجراءات الجديدة التي تلزم بخلق لجان خاصة لدراسة جميع الأسعار المعروضة بالأسواق الأوروبية و إعداد دفتر شروط لاختيار الشركة التي تتعامل معها لجلب المواد الأولية في ظل توقف الفرن العالي علما أنه سابقا كان يتم التعامل عن طريق اختيار أي شركة لشراء أو استيراد المواد الأولية لضمان سير الإنتاج المتوقف منذ عدة أسابيع حيث أن أرسيلور ميتال تضع شروطا معينة للاستيراد عكس ما تم الاتفاق عليه ضمن البرنامج المسطر مؤخرا.