غلق الورشة الوحيدة في إفريقيا لإنتاج حديد التعليب قدمت نقابة أرسيلور ميتال الجزائربعنابة، ملفا لإدارة المؤسسة حول وضعية الوحدات والورشات المتوقفة عن الإنتاج منذ سنوات، منها ورشة «أربيا» المختصة في إنتاج الصفائح الحديدية المستخدمة في تعليب المنتجات الغذائية والصناعية. وأشارت النقابة في تقريرها التي تحوز النصر على نسخة منه، والمعنون « مصادر الثروة المهملة»، إلى أن وحدة إنتاج صفائح التعليب التي أغلقت سنة 2009 بقرار من الشريك الأجنبي، تعد أهم خط إنتاج يحقق مداخيل لمركب الحديد والصلب، وكانت تساهم هذه الورشة لوحدها حسب ذات التقرير في تغطية أجرة 1800 عامل وتساهم في توفير العملة الصعبة من عائدات التصدير، واتهمت النقابة على لسان أمينها العام عموري نور الدين النقابة السابقة بقيادة البرلمان الحالي إسماعيل قوادرية بغلق الورشة الوحيدة في إفريقيا في إنتاج حديد التعليب، بتواطؤ مع الإدارة بحسبه، والتي كانت تنتج ما بين 300 و 400 ألف طن سنويا، حيث يبلغ سعر الطن الواحد حاليا 2000 دولار. وقال العموري بأن هذه الورشة تعد أحد أعمدة المركب، تم توقيفها سنة 2009، و فكّك بعض عتادها رغم أنها تنتج المواد الأولية المستخدم في التعليب وتغطي الإنتاج الوطني وتصدر كمية معتبرة إلى الخارج، ليقوم الشريك الأجنبي بعدها باستيراد المواد التي كانت تصنع بمركب الحجار، من مصانعه الموجودة في أوروبا وآسيا ويستحوذ على السوق الوطنية عن طريق موزعيه المعتمدين بالجزائر.وفي اتصالنا بالنائب الحالي في البرلمان عن حزب العمال إسماعيل قوادرية، ردّ على اتهامات عموري، موضحا بأن النقابة وقتها، لم تكن لديها القدرة للضغط على الشريك الأجنبي الذي كان يتمتع بأغلبية الأسهم أي 70 بالمائة مقابل 30 للحكومة الجزائرية، ممررا قرار غلق الورشة ووحدات أخرى منها المفحمة، على مجلس الإدارة بمصادقة الأغلبية، وأضاف بأن النقابة راسلت وزارة الصناعة والمناجم حول موضوع غلق بعض الورشات لكنها لم تستطع الوقوف في وجه الشريك الأجنبي، الذي يسير المركب بأغلبية الأسهم.وذكر قوادرية بأن إدارة المؤسسة أغلقت وحدة إنتاج صفائح التعليب لعدة أسباب، منها عدم قدرتها على المنافسة لرداءة المنتوج وعدم وجود إمكانيات مالية لتطوير الورشة وإدخال التكنولوجيا، إلى جانب مطالبة البلدان الزبونة ومنها تونس بخفض السعر، وحتى مصانع التعليب الموجودة في الجزائر التي كانت تطلب المواد الأولية، منها وحدة عزابة بولاية سكيكدة التي أغلقت حسب قوادرية في إطار الخوصصة وغلق المؤسسات استجابة لضغوط صندوق النقد الدولي أثناء الأزمة الاقتصادية التي كانت تعيشها الجزائر في التسعينات بسبب المديونية، وتحولت إلى نقطة توزيع المواد المستوردة. وطالب قوادرية بمناسبة الزيارة المرتقبة لوزير الصناعة عبد السلام بشوارب لمركب الحجار هذا الأسبوع، بإنهاء الأزمة التي تعيشها مؤسسة أنابيب التي دخل عمالها في إضراب مفتوح عن العمل منذ نحو 5 أشهر لتحقيق مطالب اجتماعية ومهنية، و ذلك عن طريق التفاوض مع الشريك الأجنبي لإعادة تأميمها ومراجعة اتفاقية الشراكة وفق قاعدة 51/49 بهدف تطوير المؤسسة وإعادتها للإنتاج من جديد، كونها الوحيدة التي تملك تكنولوجيا إنتاج الأنابيب في إفريقيا، وتساهم في تغطية حاجيات السوق الوطنية من هذه المادة الإستراتيجية. تجدر الإشارة إلى أن عمال أنابيب احتجوا أمس أمام مقر ولاية عنابة للتأكيد على تمسكهم بمطالبهم المرفوعة. من جهة أخرى، أصدرت نقابة أرسيلور ميتال الجزائر أمس، بيانا تشيد فيه بجهود العمال في تحقيق الاستقرار داخل المركب والشروع في تنفيذ مخطط الاستثمار الذي شرع فيه رسميا منذ أسبوعين، بتوقيف الفرن العالي والمنطقة الساخنة، ووصفت النقابة تنفيذ برنامج الاستثمار « بالحلم وطوق النجاة لإعادة النهوض بعملاق الحديد والصلب». وأشار ذات البيان إلى تركيز جميع الشركاء الاجتماعيين حاليا على التكوين والتحكم في التكنولوجيا الحديثة في ميدان إنتاج الحديد والصلب، تماشيا مع التحديث الذي ستعرفه مختلف الورشات، للعودة للإنتاج خلال الثلاثي الأول من العام المقبل.