أصبحت ظاهرة العنف باستعمال الأسلحة البيضاء في الاعتداءات على المواطنين والشجارات خاصة في الأحياء الشعبية بولاية عنابة على مدار السنوات الأخيرة تقلق المجتمع المدني الذي يطالب بضرورة محاربة ظاهرة حمل الأسلحة البيضاء وعلى الرغم من مجهودات مصالح الوحدات الجوارية لمختلف المصالح الأمنية كالشرطة والدرك إلا أن مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد الجامعي تستقبل يوميا حالات تعرض أصحابها لطعنات على الوجه أو بأنحاء مختلفة من الجسم بواسطة خناجر وسكاكين. الظاهرة تعرف أبعادا خطيرة بالأحياء الشعبية رغم المداهمات الأمنية التي تقوم بها عناصر الأمن والدرك بالأحياء الشعبية بالولاية والتي تمكن من توقيف عناصر إجرامية خطيرة وحجز أسلحة بيضاء محظورة إلا أن هذه الظاهرة تعرف أبعادا خطيرة وفي الغالب مرتكبوها هم من المراهقين والقصر الذين يتباهون بحمل سكاكين وسيوف تقليدية محظورة ويتورطون في ارتكاب جرائم في حق المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم وآخرها توقيف مصالح أمن دائرة البوني ل 3 شبان في العشرينات من العمر بمنطقة بوزعرورة وحجز كمية من الأسلحة البيضاء خناجر وسيوف وقبلها بأسابيع قليلة تمكنت ذات المصالح الأمنية من توقيف نحو 8 أشخاص ينحدرون من ذات الحي تورطوا في تخريب مركبات المواطنين كانت مركونة في إحدى حظائر توقف السيارات. جرائم قتل بدأت بمشادات وانتهت بطعنات جدولت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة خلال الدورة الحالية التي انطلقت في السادس من مارس الجاري العديد من قضايا القتل التي تورط فيها شباب ومراهقون تسببوا في زهق أرواح أبرياء حيث تبدأ القضية بمشادات وملاسنات وتنتهي بجرائم قتل بشعة وآخر قضية قتل عالجتها محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة قضية قتل شاب لشقيقته وتركها داخل سيارة أجرة تسبح في بركة من الدماء بالقرب من مقر الأمن والفرار ليسلم نفسه فيما بعد والذي أدانته المحكمة بعقوبة المؤبد وحسب ما دار في الجلسة فإن الجريمة بدأت بمشادات وملاسنات بين المتهم والضحية التي كانت برفقته داخل السيارة في لحظة غضب المتهم وبدون رحمة ولا شفقة قام بطعن شقيقته التي تعمل بمصلحة الحالة المدنية بفرع إليزا ببلدية عنابة بعدة طعنات على مستوى الصدر والبطن مسببا لها بذلك جروحا خطيرة قبل أن يتركها تنزف دما ويفر ليتم اكتشاف الضحية جثة هامدة من طرف عناصر الأمن وبعد التحقيق في الحادثة المأساوية تم توقيف المتهم وتقديمه للعدالة. قصر شوهوا وجوه آخرين لأتفه الأسباب ظاهرة حمل الأسلحة البيضاء في أوساط القصر والتي تحولت إلى موضة أصبحت تقلق كثيرا المجتمع العنابي والتي مست حتى بعض تلاميذ المدارس والمؤسسات التربوية وعلى الرغم من عمليات التفتيش التي يقوم بها عناصر الأمن في الشوارع والحدائق والأحياء المعزولة لمحاربة ظاهرة حمل الأسلحة البيضاء إلا أن العديد من الأشخاص ذهبوا ضحية حمل هذا النوع من الأسلحة حيث تعرضوا لطعنات على الوجه أو اليد عند مواجهتهم لأي اعتداء سرقة بالعنف يستهدفهم وأحيانا أخرى تحت طائلة التهديد وغالبا ما يكون المعتدون ليسوا في وعيهم بسبب تناولهم المهلوسات ومن بين هؤلاء الضحايا فئة النساء وحتى صغار السن. نحو 1500 شخص تعرضوا لجروح غائرة سنة 2015 وحسب إحصائيات يتم تداولها فإن قسم الاستعجالات الطبية للمستشفى الجامعي ابن رشد سجل خلال السنة المنصرمة 2015 توافد المئات من الضحايا الذين تعرضوا لجروح غائرة جراء تلقيهم طعنات مختلفة بالعديد من الأحياء خاصة الشعبية منها على غرار أحياء سيدي سالم ، بوزعرورة ببلدية البوني والمدينة القديمة وواد الذهب وغيرها من التجمعات السكنية ببلدية عنابة والشعيبة والقرية وحجر الديس ببلدية سيدي عمار وذلك نتيجة اعتداءات بواسطة أسلحة بيضاء من مختلف الأنواع وفي هذا الصدد تم إحصاء 1458 حالة اعتداء بالسلاح الأبيض تسبب في وفاة 5 أشخاص ففي شهر جانفي 2015 تم تسجيل 102 حالة وفيفري 110 حالات ومارس 136 حالة وأفريل 138 حالة وماي 128 حالة في حين عرف شهر جوان الذي يتزامن مع حلول فصل الصيف وموسم الاصطياف تسجيل 154 حالة اعتداء وجويلية 137 وأوت 134 وهذا حسب ما تم تسجيله على مستوى قسم مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد بولاية عنابة وما يميز فترة الصيف أنها تعرف تزايدا في عدد حالات الاعتداء بالسلاح الأبيض والذين تلقوا الإسعافات اللازمة من قبل الأطباء والممرضين والمسعفين العاملين بمصلحة الاستعجالات. الطعن بشفرات الحلاقة الظاهرة الجديدة ولم تقتصر عمليات الطعن بالخناجر والسيوف في حق الأبرياء بل وجد المنحرفون في استعمال شفرات الحلاقة ضالتهم في الاعتداء على المواطنين وأحيانا بغرض إحداث عاهات للضحايا لصعوبة خياطة الجروح التي تخلفها تلك الطعنات خاصة على مستوى الوجه والتي تترك أثارا واضحة للعيان وأحيانا عامل الانتقام يكون وراء استعمال المنحرفين لشفرات الحلاقة وغالبا ما تحدث هذه الاعتداءات فيما بين العصابات الإجرامية نفسها جراء اختلاف أو ثأر قديم. كما تستعمل عصابات نشل النساء هذه الشفرات في سرقة الحقائب اليدوية للنساء في الأماكن التي تعرف ازدحاما خاصة في الأسواق والمراكز التجارية. مصالح الأمن تشن عمليات مداهمة لتوقيف حاملي الخناجر والسيوف تنامي الظاهرة بالعديد من الأحياء بولاية عنابة في السنوات الأخيرة دفع بمصالح الأمن بتشديد الرقابة على الأحياء التي توصف بالساخنة والتكثيف من عمليات المداهمة من أجل توقيف حاملي الأسلحة البيضاء من خناجر وسكاكين وسيوف واستجوابهم وتقديمهم للعدالة. وبالرجوع إلى السنة المنصرمة ففي حصيلة لمصالح الشرطة القضائية لشهر فيفري 2015 وفي إطار محاربتها لمختلف أنواع الجريمة تم توقيف واستجواب 39 شخصا تم ضبطهم متلبسين بحمل أسلحة بيضاء في عدة أحياء ومحاور بوسط المدينة ومن مختلف الأسلحة المضبوطة “كرونداري ، أوبينال 12 ،سيوف” مختلفة الأنواع منها كبيرة الحجم “الساموراي” والتي من أبرز حامليها من ذوي السوابق العدلية والمسبوقين قضائيا.