فشل فريق شباب جيجل في مواصلة نتائجه الإيجابية بعد اكتفائه بنقطة التعادل أمام الضيف اتحاد البرج وهي النتيجة التي أفسدت على أنصار النمرة فرحة الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس فريقهم الذي خطا خطوة أخرى إلى الخلف بعدما أعاد الأمل لهؤلاء في أعقاب نتيجتي المخادمة وخميس الخشنة . والظاهر أن ملعب العقيد عميروش تحوّل الى عقدة حقيقية لأشبال المدرب يسعد لطفي الذين سجلوا سقوطهم السابع فوق أرضية هذا الملعب بعدما فشلوا في مجاراة ريتم الفريق البرايجي الذي أكد من جهته بأنه الشبح الأسود للفريق الجيجلي بدليل مافعله بهم الموسم الماضي على أرضية نفس الملعب قبل أن يعيد الكرة هذا الموسم معيدا النمرة إلى نقطة الصفر ومجبرا آلاف الأنصار الذين تدفقوا على المدرجات على مغادرة هذه الأخيرة خائبين بعدما منوا النفس بفوز كبير يكون بمثابة هدية لهم بمناسبة ثمانينية النمرة . ورغم أن كل شيء كان حاضرا في ملعب العقيد عميروش لتخليد ثمانينية النمرة والاحتفال بهذه المناسبة الغالية بفوز صريح يليق بهذا اليوم المجيد إلا أن اللاعبين لم يكونوا في مستوى المسؤولية ، حيث خيبوا أنصارهم من جديد وكانوا خارج الإطار خصوصا في الشوط الأول الذي كان فيه أغلب هؤلاء تائهين وحاضرين جسديا فقط فوق أرضية الملعب وهو ماسمح للفريق البرايجي بفرض منطقه وتسجيل أحد أجمل أهداف هذا الموسم من خلال مخالفة مباشرة صفق لها كل من كان في الملعب ، ولو أن حصيلة هذا الشوط كان يمكن أن تكون أثقل لولا تألق الحارس كحال مجددا وصده لعدد من الكرات الخطيرة كما اعتاد أن يفعل دائما . ولئن تحسن أداء النمرة في الشوط الثاني من خلال الاستفاقة الملحوظة لبعض اللاعبين وتحديدا عناصر الخط الأمامي التي تمكنت من الحصول على ركلة جزاء أفلح بوسيف في تسجيلها إلا أن هذه الاستفاقة جاءت متأخرة نسبيا ، بدليل فشل النمرة في اضافة أهداف أخرى وإبقاء النقاط الثلاثة في جيجل رغم الأخطاء التي ارتكبها الدفاع البرايجي الذي كان سهل الاختراق خلال هذه المرحلة وكان بالإمكان إثقال شباكه على الأقل بهدفين آخرين وهو ما لم يحدث في سيناريو أعاد الى أذهان أنصار النمرة ماحدث أمام كل من الرغاية، بني ثور، بومرداس والقائمة طويلة. وإذا كان رفقاء بوثناف قد خيبوا الآمال مجددا فان أنصار النمرة كانوا في الموعد حيث حضروا وكما كان منتظرا بالآلاف الى مدرجات ملعب العقيد عميروش من أجل الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس فريقهم ، وقد صنع الأنصار الذين كانوا مؤازرين بأنصار فرق أخرى ومن بينهم أنصار الفريق الجار شباب حي موسى أجواء رائعة من خلال الرايات العملاقة التي رفعوها فوق سقف الملعب وكذا الألعاب النارية التي زينت مدرجات الملعب وخاصة مع نهاية الشوط الأول وبداية الشوط الثاني حيث رفع هؤلاء لافتة عملاقة حملت ألوان الفريق وكذا شعار الثمانينية ، قبل أن يطلقوا العنان لشتى صنوف الألعاب النارية والمفرقعات التي تفاعل معها حتى اللاعبين فوق أرضية الميدان. ورغم عدم هضم أغلبهم لنتيجة التعادل التي انتهى عليها لقاء البرج إلا أن أنصار النمرة الذين جاؤوا من كل مكان وحتى من بعض الولايات البعيدة على غرار العاصمة مباشرة بعد لقاء البرج الى ساحة بومرشي أين تجمعوا هناك تحت الأمطار والأجواء الباردة من أجل إقامة حفلهم السنوي الذي لم يستغرق وعلى غير العادة سوى وقتا قصيرا وتخلله « كراكاج» رائع بالألعاب النارية ، اضافة إلى أهازيج وهتافات تغنت بأمجاد النمرة وتاريخها الطويل ، قبل أن ينصرف الأنصار الذين تأثروا كثيرا بنتيجة البرج وكذا بالأجواء الباردة التي تخيم على عاصمة الكورنيش.