شنت مصالح الأمن لولاية عنابة أمس حربا على الباعة الفوضويين المنتشرين في شوارع مدينة عنابة الذين تكاثروا كالفطريات في شهر رمضان، حيث أدت هذه الحملة إلى مواجهات بين الطرفين تسببت في وقوع ضحايا. باشرت مصالح الأمن حملة ضد الباعة الفوضويين منذ اليوم الأول لشهر رمضان رغم أن سكان المدينة تعودوا على مدار السنوات الماضية أن ترفع الشرطة والسلطات المحلية يدها على التجارة الفوضوية خلال شهر الصيام، إلا أن حادثة اعتداء عدد من الباعة الفوضويين على شرطي قبل حوالي الأسبوعين بالإضافة إلى اعتدائهم بالسلاح الأبيض على شاب من المدينة القديمة “بلاص دارم” ما كاد يتسبب في حرب دامية بين شباب هذه الأخيرة وشباب حي “سيدي سالم” ببلدية البوني الذين كانوا وراء عملية الاعتداء –حسب العديد من الروايات- دفع مصالح الأمن لاتخاذ قرار بتصفية وسط مدينة عنابة من ظاهرة التجارة الفوضوية، فبعد عملية كر وفر بين الجانبين منذ اليوم الأول لشهر رمضان، تم تصعيد الأمر أمس بعد نزول إطارات من مديرية الأمن إلى الميدان من أجل الوقوف شخصيا على عملية تحرير الأرصفة والطرق من يد الباعة الفوضويين فيما يشبه الحرب الحقيقية، حيث مست العملية في بدايتها شارع “ابن خلدون” (لاري غومبيطا) الذي تمكنت المصالح من تنظيفه دون مشاكل، لكن وبعد توجههم إلى شارع “العربي التبسي” وشروعهم في طرد الباعة الفوضويين وحجز طاولاتهم وعلب الكرتون وكل ما يستعملونه لعرض سلعهم، رد عليهم بعض الباعة برشقهم بكل ما يجدونه أمامهم، ما تسبب في حالة من الهلع وسط المواطنين الذين كانوا في عين المكان و لم يجدوا أمامهم سوى الهرب، كما أن طفلا يبلغ من العمر 10 سنوات أصيب نتيجة ذلك بخشبة فوق عينه ما استدعى نقله على جناح السرعة إلى المستشفى، قبل أن تتمكن الشرطة من إحكام سيطرتها على شارع “العربي” وتتمكن بعدها من تحديد شاحنات “الهاربين” التي كانت مركونة على مقربة من الشارع والتي يستعملها الباعة لنقل سلعهم وقامت مصالح الأمن بحجز السلع الموجودة فيها، هذا ومن المنتظر أن تتطور الأمور أكثر في قادم الأيام، باعتبار أن أواخر شهر رمضان دائما ما تشهد انتشارا غير مسبوق النظير للتجارة الفوضوية خصوصا في الفترة الليلية، باعتبار أن بعض أصحاب المحلات يلجؤون هم أيضا لهذا النوع من التجارة خلال هذه الفترة