تشهد معظم الأحياء العنابية في هذه الأيام القليلة التي تسبق عيد الاضحى والذي سيكون يوم 12 سبتمبر المقبل انتشار ظاهرة حلبة مصارعة الكباش،حيث يتجمع شباب الحي مشكلين حلقة يأخذها كبشان مساحة للمعركة، قصد الفوز بلقب أقوى كبش بالحي،و تنتشر هذه الظاهرة بقوة في المدن الكبرى، خاصة الجزائر العاصمة وعنابة. وهذه المصارعة ليست لها حلبات خاصة وإنما تجعل من ساحات الأحياء حلبة لها، حيث تستقطب الكثير من المشاهدين كل سنة في الأرياف وتحقق في المدن أعلى نسبة متابعة في الأيام القليلة التي تسبق عيد الأضحى بالرغم من أنها عادة مستحدثة ولم يتوقف صوت الرفض لها منذ أن ظهرت،وهذه الكباش لا يشتريها أصحابها للغرض المعروف لها وهو التضحية بها، وإنما أبطال في حلبات المصارعة تحمل أسماء القادة والسياسيين والفنانين، يتباهى أصحابها بأنها الكباش الأكثر قوة ويصل الأمر بأصحابها إلى المقامرة بها ليتحول الأمر من مجرد مصارعة إلى إثم يشارك فيه كل من يشجع أصحابه ، من ناحية أخرى يصل ثمن هذه الكباش إلى ما يزيد عن خمسين مليون ،ويدرّبها أصحابها على المصارعة والمناطحة من أجل هذا الغرض بالذات، كما أكد لنا فاروق إلى أن كباش المصارعة ليست نفسها التي تباع في الأسواق أيام العيد، ويمكن التعرف عليها منذ الصغر، حيث يتم الاعتناء بها من خلال توفير الشعير الجيد الذي يجعلها قوية البنية كما تقدم لها أدوية منشطة، ويحوز الكبش على الرعاية التامة من خلال جزه كل فصل وعرضه على البيطري كل ثلاثة أشهر، إلى جانب السهر على نظافته داعش ،جيفارا و السلطان سليمان أكثر ألقاب كباش المصارعة شيوعا داعش، جيفارا والسلطان سليمان كلها ألقاب كباش المصارعة التي يتم تداولها بقوة بين الشباب والأطفال، حتى أنها أضحت تحاكي مسيرة أكبر السياسيين والفنانين والرياضيين ،كما أن أصبح بعض الشباب يعتمدون أساليب وطرق عديدة للافتخار بكباشهم واستعراضها بين الأحياء، على غرار جز صوفها بطرق غريبة وأخرى أصلية ومبتكرة، كما يقومون بتخضيب رؤوسها أو بطونها بالحناء بشكل ملفت للانتباه، كل هذا بهدف التباهي.في سياق آخر تدوم المصارعة في كثير من الأحيان إلى ساعات متتالية وسط هتافات المتابعين وتحكيم اللجنة المختصة، ولا تتوقف إلا حين يلقي أحد أرباب المصارعة منشفة على كبشه في إعلان عن انسحابه لأن كبشه لن يتحمل ضربات أكثر من ذلك،وكثيراً ما يصبح الكبش المصارع وصمة عار على صاحبه بعد خيبات متتالية، فينزع منه اسم القوة ويسمى باسم آخر كاسم المغنية شاكيرا إذ لا تتجاوز قدراته في المصارعة مجرد شطحات شبيهة بشطحات الفنانة الكولمبية كما قال الباشا أحد مربي كباش المصارعة .وأكثر الأماكن الشهيرة في مصارعة الكباش هي جبانة ليهود، ليليزا،سيدي سالم و سيدي عمار، والتي أصبحت تتأهب قبل أسابيع من أجل هذه المصارعات وتخصص لها أماكن. صالح.ب