يشرع المنتخب الوطني الجزائري اليوم في رحلة تحقيق حلم حضور المونديال الخامس له والثالث على التوالي في قمة حقيقية أمام أحد المنتخبات القوية على الساحة القارية وهو الكاميرون الذي سبق له وأن شارك عدة مرات في كأس العالم، فالفوج الذي وقع فيه الخضر يتطلب التركيز طيلة المقابلات المبرمجة بوجود نيجيريا وزامبيا كذلك، وبما أن كل الاختصاصيين يعتبرون أن البداية لها تأثير تقني وبسيكولوجي على بقية المشوار في التصفيات، فإن ذلك يجعل مباراة اليوم جد هامة بالنسبة لأشبال المدرب راييفاتش الذين يسعون لتحقيق أفضل بداية ممكنة لهم في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018، وشاءت الأقدار أن لا تكون عملية القرعة الخاصة بالتصفيات المؤهلة إلى نهائيات مونديال 2018 رحيمة بالمنتخب الوطني الذي وقع أمام أحد المنتخبات التي لم يتمكن في أية مرة من الفوز عليها في منافسات رسمية، أين كانت الغلبة ل « الأسود الجموحة» أو التعادل في المواجهات التي جرت بين الفريقين اللذين يمثلان القوة الضاربة للكرة في القارة السمراء. وبالرغم من صعوبة المهمة، إلا أن عديد المعطيات في الوقت الراهن تصبّ في صالح الخضر الذين ستكون الفرصة مواتية بالنسبة لهم بما أنهم سيستقبلون الأسود اليوم في مقبرة المنافسين وهو ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، وهذا أمر مهم للغاية لأن التحضير لهذا الموعد تم في ظروف أحسن بوجود معظم اللاعبين المعنيين بالموعد. بالإضافة إلى أن التركيز الذي سيكون أكثر على الناحية الهجومية بتأمين فعالية الخط الأمامي، خاصة بوجود ثنائي نادي ليستر سيتي محرز وسليماني اللذان بإمكانهما الوصول إلى شباك الحارس الكاميروني، كما جرت العادة في أغلب المقابلات التي تجري بملعب تشاكر إلى جانب توظيف إمكانيات الهداف سوداني العائد بقوة إلى شباك المنافسين في المدة الأخيرة. الإصابات تفرض تغييرات عديدة في الدفاع والوسط وبعد إصابة مدافع الترجي الرياضي التونسي، هشام بلقروي، الذي سيغيب عن المباراة، سيكون الناخب الوطني، ميلوفان راييفاتش مضطرا للاستنجاد بثنائي جديد في وسط الدفاع والمشكل من مجاني وكادامورو، ولو أن هذا الثنائي لم يلعب عدة مقابلات مع المنتخب الوطني، لكن الظروف الحالية تجعله أقرب إلى أخذ مكانه في وسط الدفاع. ويمكن القول بأن كادامورو يلعب باستمرار مع ناديه السويسري. وكانت الجهة اليمنى من الدفاع نقطة ضعف في المباراة الماضية للمنتخب الوطني باعتماد المدرب على مهدي زفان الذي قد يترك مكانه لخوالد في حالة عدم جاهزية لاعب ران الفرنسي كونه ليس أساسيا مع ناديه، ومن الجهة اليسرى، فإن غولام سوف يأخذ مكانه كأساسي بالرغم من أنه ضيع بعض الحصص التدريبية الأولى في تربص سيدي موسى قبل موعد الكاميرون، خاصة وأن راييفاتش يعتمد عليه حتى من الناحية الهجومية، وطرحت عدة أسئلة حول حراسة المرمى وعدم إيجاد الحارس مبولحي لأي ناد منذ انطلاق الموسم، لكن كل المعطيات تصبّ في النقطة التي تؤكد أن مبولحي سيكون أساسيا بالنظر لخبرته في مثل هذه المواعيد، وكذا تواجده منذ عدة أيام بمركز سيدي موسى لإجراء تحضيرات خاصة، التي تمكنه من التواجد في لياقة تسمح له باللعب دون أي إشكال. الهجوم يشهد استقرارا وراييفاتش يراهن على سليماني لتسجيل الأهداف أما فيما يخص الخط الأمامي فمن المنتظر أن يعتمد المدرب السابق للمنتخب الغاني على نفس العناصر التي لعبت اللقاء السابق أمام ليزوتو، حيث من المتوقع أن يدخل بكل من رياض محرز كجناح أيمن وهلال سوداني كجناح أيسر أما رأس الحربة فيتمثل في مهاجم ليستر سيتي إسلام سليماني الذي ينتظر منه راييفاتش الكثير اليوم من اجل هز شباك المنتخب الكاميروني، علما أن مباراة اليوم قد عرفت غياب متوسط الميدان نبيل بن طالب بداعي العقوبة الآلية.