على بعد ساعات قليلة من إنطلاق أكبر عرس كروي في القارة السمراء، والذي يجمع أجود المنتخبات في إفريقيا للتنافس على أغلى كأس يحملها لاعبوا الكرة في ثاني أكبر قارات العالم، أين بدأ التوتر يظهر جلياً على المهتمين باللعبة، والشغوفين بمتابعة نهائيات «الكان» بالغابون، بسبب احتكار حقوق نقل التظاهرة من قبل «غول» إعلامي، في المنطقة العربية على الأقل اسمه شبكة قنوات «بي أن سبورتس» القطرية، التي تحتكر نقل نهائيات كأس أمم افريقيا، حصريا، لمنطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا.الرياضة الشعبية في العالم «ربما» ستفقد قريباً شعبيتها، كونها لم تعد تصل إلى الطبقات الشعبية والفئات الفقيرة من المجتمع، إذ بدأ المال يطغى على كل تحركاتها، حارمة فئة واسعة من الجزائريين من متابعة تفاصيل هذا الحدث الرياضي.حيث لن يتسنى للمشاهد الجزائري متابعة مجريات البطولة القارية التي ستنطلق اليوم السبت في الغابون، بسبب «المبالغ المالية الباهظة الخارقة لكل الضوابط التي تكلفها حقوق البث» حسب ما أفاد به بيان للمؤسسة العمومية للتلفزيون، وأكدت المؤسسة أنه «بالرغم من الجهود التي بذلت من أجل التوصل إلى أسس التفاهم التي من شأنها تقريب مواقف الأطراف»، فإنها «تتأسف لهذا المأزق الناجم عن موقف غير مفهوم اتخذه مالك الحقوق مما يحرم ملايين المشاهدين من متابعة مباريات فرقهم الوطنية في أهم منافسة رياضية في القارة الإفريقية وليس في الجزائر وحسب بل في المنطقة ايضا.»وأشار التلفزيون العمومي الجزائري أنه «فوجئ بمبالغ حقوق البث المطلوبة التي وصلت الى مستويات لا نظير لها من قبل، لنقل تظاهرة رياضية تنظم بإفريقيا», مجددا تأكيده على أنه «يلتزم بالاستمرار في تأدية مهمة الخدمة العمومية كاملة ويواصل العمل بإصرار، بحثا عن حلول تمكن المشاهدين الجزائريين من متابعة الاحداث الرياضية الكبرى في جو من الارتياح والهدوء.» ودعا البيان المشاهد الجزائري إلى» تفهم الوضع الذي دائما ما يتحلى به في مثل هذه الظروف.» 2 مليون دولار تقريبا مقابل مباراة واحدة هذا وحسب مصادر مقربة من التلفزيون الجزائري، فإن الجهة المالكة للحقوق، قناة «بي أن سبورتس»، طالبت بمبلغ ب 18 ملايين دولار، أي حوالي 200 مليار سنتيم، أي أن سعر المباراة الواحدة لن يقل عن مليون يورو، وهو الرقم الذي لا يمكن للتلفزيون الجزائري تسديده في ظل سياسية التقشف الحكومية، وأكدت نفس المصادر أن قرار التفاوض المالي تجاوز «طاقة» مسؤولي اليتيمة، الذين ينتظرون الضوء الأخضر من السلطات العمومية، المعني الأول بالقضية والقادرة على اللجوء إلى الخزينة العمومية من أجل الاستجابة لمطالب الشارع الجزائري، و وضع مجلس إدارة قنوات «بي إن سبورت» القطرية شروطا مالية تعجيزية للعديد من دول القارة الإفريقية، لمتابعة مباريات منتخباتها في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2017. «بين سبورت» تمنح الدول الإفريقية حق بث الكان بالمجان غريب أمر قناة بي إن سبورت القطرية والتي تعتبر مالكة حقوق منافسة كأس إفريقيا، حيث تقوم هذه القناة بسياسة الكيل بمكيالين بعد اشتراطها مبالغ قياسية على التلفزيون الجزائري، في المقابل من ذلك قامت بمنح الدول الإفريقية الأخرى حق بث كأس أمم إفريقيا بالمجان على القمر الاصطناعي «أوتلسات» كقنوات ortm المالية، و قناة rts السنغالية. القنوات الأجنبية المفتوحة قد تكون حلا للمشاهد الجزائري وينتظر أن يتحول إهتمام الجزائريين الراغبين في مشاهدة مغامرة «محاربي الصحراء« مطلع العام المقبل في الغابون، إلى القنوات الأجنبية المفتوحة، وكان أنصار «الخضر» ، قد علقوا آمالا كبيرة حول إمكانية بث التلفزيون الجزائري لمقابلات «الخضر» على القناة الأرضية وشرائها من قناة «بي أن سبور»، إلا أن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود شكّل صدمة كبيرة وسط الجمهور الكروي والشعب الجزائري عموما.