سبب الغاء الاتفاق المبدئي الذي تم توقيعه مع مستثمرين ايطاليين لإنتاج شتلات الفراولة الإيطالية بولاية جيجل في التهاب أسعار هذه الفاكهة بأسواق عاصمة الكورنيش في الوقت الذي يتوقع فيه الفلاحون تسجيل تراجع رهيب في الإنتاج برسم الموسم الفلاحي الجاري . ورغم مضي أزيد من سنة على توقيع اتفاق مبدئي بين سلطات ولاية جيجل وبعض الموردين الإيطاليين من أجل انتاج شتلات الفراولة ذات النوعية الجيدة بجيجل إلا أن هذا الاتفاق لم ير النور بعد في ظل التعطيلات التي واجهته من قبل بارونات الاستيراد التي عملت على وأد هذا الاتفاق بالمهد ومنع تجسيده ميدانيا بغرض الإبقاء على عملية استيراد شتلات الفراولة من الدول الأوروبية رغم ما تكلفه من وقت ومال ، بل وخسائر مادية معتبرة في الكثير من الأحيان بعد تلف الآلاف منها في عرض البحر كما حدث خلال العامين الماضيين ، ما جعل الفلاحين يتوقعون تسجيل المزيد من التراجع في انتاج الفراولة بجيجل هذا العام ومن ثم تضاعف أسعارها التي بلغت مستويات قياسية بعد الشروع في تصديرها إلى الخارج الصيف الماضي انطلاقا من ميناء جن جن . وكان والي جيجل السابق العربي مرزوق قد وعد بايجاد حل لمشكل شتلات الفراولة التي أحدثت ضجة بين فلاحي عاصمة الكورنيش بفعل عدم توصلهم بها في الوقت المطلوب وتعرض بعضهم لعمليات نصب واحتيال من قبل بعض الموردين مما حال دون تمكنهم من القيام بعملية الزرع ومن ثم تكبد خسائر مادية معتبرة . وقد استغل عشرات الفلاحين فرصة إقامة عيد الفراولة للعام الماضي لطرح مشكل التموين بشتلات الفراولة بعدما أثار هذا الأخير ضجة كبيرة في الأسابيع الأخيرة من خلال عدم توصل عدد من الفلاحين بالشتلات التي طلبوها من أحد الموردين وتسلم بعضهم لشتلات فاسدة ، ما دفع بالوالي يومها إلى التعهد بفعل كل يلزم لحل هذا الإشكال وضمان وصول الشتلات الى الفلاحين بالسرعة المطلوبة وتوقيف عملية استيرادها من ايطاليا بعد الاتفاق مع مستثمرين محليين لإنتاجها محليا . وتراهن مديرية الفلاحة بجيجل على تحطيم رقم قياسي جديد في انتاج فاكهة الفراولة بإقليم الولاية من خلال تجاوز عتبة ال 12 ألف طن لأول مرة في تاريخ الولاية وهي التوقعات التي بنيت على معطيات عدة منها اتساع رقعة المساحة المزروعة إلى 350 هكتار وكذا زيادة عدد الفلاحين المتخصصين في انتاج هذه الفاكهة والذين بلغ عددهم ال 550 فلاحا يتوزعون على عدة بلديات على غرار العنصر ، سيدي عبد العزيز وخيري واد عجول وهي البلديات التي تحتل الريادة فيما يتعلق بمستوى الإنتاج الذي جعل الجهة الوصية على هذه الشعبة الفلاحية تقتحم عالم التصدير نحو أوروبا وآسيا منذ الصيف الماضي من خلال تصدير كميات من الفراولة نحو كل من روسيا والإمارات العربية المتحدة .