مرض غريب يحرق و يأكل جلدهما استعصى على كبار الأطباء وصفه زكريا و هاجر يموتان في صمت بسوق أهراس "زكريا" و "هاجر"، أخوان يعيشان حياة لم تعرف شقاوة الصبا ومرح اللعب على غرار باقي أترابهم، حيث يعانيان من مرض غريب أكل جسديهما وسبب لهما إعاقة حركية بنسة 100 بالمائة استعصى على كبار الأطباء الذين عجزوا حتى على وصفه ويعيش "زكريا" و "هاجر" وسط عائلة أرهقها الفقر ببلدية تاورة ولاية سوق أهراس، لا تتمتع حتى بحق العلاج والاستفادة من حقوق الجزائريين بالضمان الاجتماعي. إنهما حقيقة "المعذبان" حيث تضاعفت مرارة البؤس المحاط ببسمة هذه البراءة نتيجة الأضرار التي تلحق جلد الطفلان المأساة تتجسد في مرض مزمن لا يتحمل قسوة الظروف الطبيعية وارتفاع الحر، فحسب الدكتور "حابتون.ك" المختص في الأمراض الجلدية فإن الطفلان مصابان بمرض جلدي مزمن وهو التهاب يتأثر بالحرارة قد يكون وراثيا، حيث يجف الجلد بسرعة، ويبدأ في التغيّر يوميا ويصبح يشبه إلى حد بعيد "الجلد المحروق" كما أن هذا المرض سبب لهما إعاقة حركية تامة ألزمتهما السرير . ويقول الأب، إن معاناتهم في البيت القصديري لم يعد يهمّ العائلة بقدر ما بات يؤرّقهم مرض فلذتي كبدها المرض خطير ونادر، وهو ينهش جلدهما وحول حياتهما إلى جحيم حقيقي تهتز له النفوس وتقشعر منه الأبدان وتبكي له القلوب المتحجرة علما أن الأب بطال ليس له مدخول و لا يتمتع بحقوق الضمان الاجتماعي. المرض الجلدي الذي يكسو جسم زكريا البالغ من العمر 12 سنة ،وهاجر 16 سنة لم يترك فقد يعيشان حياة عادية جراء الآلام القاسية و الدائمة عذاب يومي في انتظار الكشف عن ما يأكل جسديهما و حسب عائلة "المعذبان" عمي محمد وزوجته أفادا بأن ابنيهما المصابين بهذا المرض ولدا بصفة عادية على غرار إخوانهم الآخرين وبعد مرور سنتين عن ولادتهما يحدث تشقق على كامل جسدهما، و يبدأ هذا الالتهاب يتطور في صفة حروق جلدية مسببة لآلام جسدية حادة يؤكدها صراخ الطفلان ليلا حيث يعجزان حتى عن الراحة نوما و تؤكد بعض المعطيات أن يكون المرض وراثيا و حسب وصفة الطبيب فإن الطفلين يحتجان إلى فحوصات و تحليلات دقيقة تتطلب موارد مالية هامة تعجز العائلة الفقيرة عن تسديدها ويتضرر الإخوان من أشعة الشمس ومن مخاطر الاحتكاك على عدة أماكن حيث أن جسدهما معرض للميكروبات بسبب الالتهابات التي كست كامل بشرتهما كما أن انتشار الحشرات الضارة والجرذان التي باتت جزءا من الديكور اليومي للعائلة قد يؤدي إلى زيادة تدهور وضعهما الصحي . وفي ظل هذه المأساة ، يناشد والد الطفلين اللذين أكلهما المرض وزارة التضامن الوطني وذوي القلوب الرحيمة لمساعدتهما على العلاج و إخراج ابنيه من هذا العذاب الجهنمي بحيث أنه لا يتمتع حتى براتب تحت عتبة الكرامة ليغطي الحاجيات الأساسية لعائلته و البقاء على قيد الحياة. طالب فيصل