تنتظر عائلات ضحايا تحطم الطائرة العسكرية بباتنة وصول جثامين أبنائهم إلى مسقط رؤوسهم ليواروا الثرى، وذلك بعد التعرف على جثث 08 ضحايا منهم، ويتعلق الأمر بكل من الرائد «رضا فلوسي» صاحب ال 33 سنة، ينحدر من ولاية باتنة، الضحية متزوج وأب لطفلين، وحسب المقربين منه فإن الضحية كان مولعا بالطيران منذ الصغر، وهو ما جعله يلتحق بمهنته هذه كأمنية حققها الضحية وتكون آخر أيام عمره فيما كان مولعا به، وتجدر الإشارة إلى أن الضحية ابن رئيس دائرة متقاعد، هذا فيما فقدت مدينة مروانة ثلاثة من أبنائها الذين يحسبون عند الله شهداء، منهم الضحية هاني بوتمجت في الثلاثينيات من العمر، الضحية دركي كان قد فقد والدته منذ 62 يوما، وكانت وصيته أن يدفن بجوارها، وكأنه كان يدرك قرب أجله، فيما فقدت عائلة «عمران» ابنها «أمين عمران» في الثلاثينيات من العمر، حيث يعد الضحية وحيد أمه، كان معيل عائلته البسيطة المتكونة من ثلاث شقيقات وأمه التي تعاني من مختلف الأمراض، ووالده الذي نخر السرطان جسده، الضحية «أمين» كان قد عقد قرانه في ال 11 أوت 2017، وكان عشية الحادثة الأليمة قد مر على زواجه 06 أشهر كاملة. «صلاح عبدي» هو الشهيد الثالث المنحدر من بلدية مروانة يبلغ من العمر 25 سنة، انخرط في صفوف الجيش الوطني الشعبي منذ سنوات، وهو أعزب، هذا فيما فقدت بلدية أريس الشهيد «عادل عماجي» في الثلاثينيات من العمر، والذي تم أمس تهيئة كافة التحضيرات لاستقبال جثمانه الذي كان جل مواطني المدينة ينتظرونه للمشاركة في جنازته، كما فقدت بلدية القصبات الضحية «بن حدوش محفوظ» في الثلاثينيات من العمر متزوج وأب لطفل، ينحدر من قرية جرياط، وحسب مصادرنا فان الضحية انتقل رفقة عائلته للعيش بالعاصمة، كما فقدت بلدية تازولت أحد أبنائها ويتعلق الأمر بالضحية «نسيم مباركي» في العقد الثاني من العمر، ومن باينان الضحية «بالح وليد»، فيما كانت «صفية مقلاتي» الضحية الوحيدة الأنثى المنحدرة من ولاية باتنة من عائلة عسكرية كانت هي الأخرى بصدد التنقل على متن الطائرة العسكرية، التي كان سقوطها فاجعة للشعب الجزائري، الذي أبدى تضامنه وتعاطفه الكبير سواء عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال المبادرات الإنسانية والهبة التي عهدها أبناء الجزائر كلما تعرضت الجزائر لنكبة، حيث ينتظر أن تصل جثامين الضحايا إلى عائلاتهم تباعا حسب الإجراءات اللازمة والتعرف عليهم، ضحايا غادروا مساكنهم على أمل لقاء قريب بذويهم غير أن الحادثة هذه والقدر قد عجل مصيرهم ليرجعوا إلى ذويهم في صناديق، لم يكونوا يدركون مصيرهم، وما كان القدر يخبئ لهم سوى حنين وشوق كل واحد منهم للقاء أهله وأحبابه، وآمال يحملها كل منهم في داخله، سيما وأن أغلب الضحايا شباب كانوا يطمحون إلى بناء مستقبل زاهر، ولم يكن أحد من ركاب الطائرة يعلم أن نهايته ستكون بعد بضع ثوان من إقلاعها من مطار بوفاريك، فمرة أخرى تفقد الجزائر ضحايا كانت مهامهم عظيمة وطموحهم نبيل في خدمة الوطن، لتكون بذلك مشيئة القدر أعظم من كل شيء.