اتخذت الحكومات المتعاقبة في السنوات الماضية العديد من الإجراءات لتشجيع أصحاب السيارات على تزويد هذه الأخيرة بقارورات الغاز وذلك من أجل تخفيض فاتورة البنزين من جهة والمحافظة على البيئة من جهة أخرى وقد تعزز هذا الخيار في السنوات الأخيرة بعد الشروع في رفع الدعم تدريجيا عن المحروقات وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار، الأمر الذي جعل الطلب على تركيب قارورات الغاز في السيارات يتزايد من سنة إلى أخرى خصوصا بالنسبة لأصحاب سيارات الأجرة، لكن وبعد انتهاء أزمة عدم توفر الغاز بالشكل اللازم في أغلب محطات البنزين التي كانت تتكدس عند مداخلها العشرات من السيارات، عادت هذه الظاهرة لتخيم على ولاية عنابة من جديد، حيث يبدل أصحاب هذا النوع من المركبات مجهودا كبيرا من أجل تعبئة الغاز نظرا لعدم توفره في محطات البنزين التي يشهد بعضها طوابير طويلة تذكرنا بما كان عليه الوضع قبل حوالي العشر سنين أين كان يتحتم على صاحب المركبة التوجه إلى محطة البنزين في ساعة مبكرة من الصباح لتعبئة قارورة السيارة بالغاز، وبالاستفسار لدى أصحاب المحطات عن سبب هذه الأزمة، أكدوا بأن المشكل في التوزيع من جهة ومن جهة أخرى عدد السيارات التي تسير ب «السير غاز» تزايد بشكل كبير في السنوات الأخيرة في الوقت الذي يرتفع فيه عدد محطات البنزين التي تتوفر فيها خدمة «السير غاز»، في الوقت الذي ما تزال فيه العديد من المحطات الخاصة في انتظار حصولها على الترخيص حتى تتمكن من توفير خدمة تعبئة الغاز، خصوصا وأن أغلبها ركبت التجهيزات اللازمة لهذا الأمر، حيث يعلق أصحاب السيارات ومحطات البنزين آمالا كبيرة على مؤسسة «نفطال» من أجل حل المشكل في أقرب وقت، خصوصا وأن الغاز متوفر في الولايات المجاورة، ما تجدر الإشارة إليه أن مؤسسة «نفطال» تلقت عددا قياسيا من الطلبات لتركيب قارورات الغاز في السيارات على مدار الأشهر الماضية، حيث تقوم بتركيب ما معدله 25 قارورة «سيرغاز» في الشهر الواحد على مستوى ورشتها المتواجدة عند مدخل مدينة عنابة وفي بعض الأحيان يرتفع معدل التركيب الشهري إلى حوالي 40 قارورة، هذا وأعلنت «نفطال» قبل أشهر عن سعيها لتعميم استخدام «السير غاز» على المركبات الثقيلة على غرار الحافلات والشاحنات من خلال الغاز الطبيعي المضغوط «جي أن سي» والذي تم افتتاح أول محطة له بالعاصمة قبل حوالي الأربع سنوات وهو التحرك الذي يجب أن يواكبه تحرك آخر يتمثل في مضاعفة عدد المحطات المزودة بخدمة «السير غاز».