اتخذت الدولة منذ سنوات خيار السير في طريق تشجيع أصحاب السيارات على السير بالغاز بدل البنزين وذلك من أجل تخفيض فاتورة هذا الأخير من جهة والمحافظة على البيئة من جهة أخرى وقد تعزز هذا الخيار في السنوات الأخيرة بعد شروع الحكومة في رفع الدعم تدريجيا عن المحروقات وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار التي ما تزال مرشحة للارتفاع أكثر، الأمر الذي جعل الطلب على تركيب قارورات الغاز في السيارات يزداد خصوصا من أصحاب سيارات الأجرة، لكن وبعد انتهاء أزمة عدم توفر الغاز بالشكل اللازم في أغلب محطات البنزين منذ سنوات، عادت هذه الأزمة لتضرب ولاية عنابة من جديد، حيث يبذل أصحاب هذا النوع من المركبات مجهودات كبيرة من أجل تعبئة الغاز في القارورات نظرا لعدم توفره في محطات البنزين التي يشهد بعضها طوابير طويلة تذكرنا بما كان عليه الوضع قبل حوالي العشرين سنة أين كان يتحتم على صاحب المركبة التوجه إلى محطة البنزين باكرا من أجل تعبئة الغاز، وبالاستفسار لدى أصحاب المحطات عن سبب هذه الأزمة، أكدوا بأن المشكل في التوزيع، حيث تراجع معدل التوزيع من قبل مؤسسة «نفطال» خلال الأيام الماضية وهو ما خلق نوعا من الأزمة التي لم تصدر المؤسسة أية توضيحات بخصوصها، في الوقت الذي ما تزال فيه العديد من المحطات الخاصة في انتظار حصولها على الترخيص حتى تتمكن من توفير خدمة تعبئة الغاز فيها، خصوصا وأن أغلبها ركبت التجهيزات اللازمة لهذا الأمر، حيث يعلق أصحاب السيارات ومحطات البنزين على المؤسسة المذكورة من أجل حل المشكل في أقرب وقت، خصوصا وأن الغاز متوفر في الولايات المجاورة، وما تجدر الإشارة إليه أن «نفطال» تلقت عددا قياسيا من الطلبات لتركيب قارورات الغاز في السيارات على مدار الأشهر الماضية، حيث تقوم بتركيب ما معدله 25 قارورة «سيرغاز» في الشهر الواحد على مستوى ورشتها المتواجدة عند مدخل مدينة عنابة والآن ارتفع المعدل الشهري إلى حوالي 40 قارورة، فخلال سنة 2017 قامت المؤسسة بتركيب أكثر من 300 قارورة، وتعد القارورة التي يبلغ سعرها 55000 دينار هي الأكثر طلبا من قبل الزبائن، هذا وتعمل «نفطال» على تعميم استخدام الغاز على المركبات الثقيلة على غرار الحافلات والشاحنات من خلال الغاز الطبيعي المضغوط «جي أن سي» والذي تم افتتاح أول محطة له بالعاصمة قبل حوالي الأربع سنوات.