أخطر أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المجلس الدستوري باستقالته رسميا قبل نهاية عهدته في 28 من أفريل الجاري. واقتضى الوصول إلى هذا القرار ستة أسابيع من الاحتجاجات ودخول المؤسسة العسكرية على الخط ,حيث اقترحت تفعيل المواد 07و08 و 102 من أجل إقناع بوتفليقة بالاستقالة.هذه الاستقالة من شأنها أن تسهل عمل المجلس الدستوري الذي سيتأكد من شغور نهائي في منصب رئاسة الجمهوريةوجاءت استقالة بوتفليقة بعد وقت قصير من إصدار وزارة الدفاع الوطني بيان قال خلاله رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أحمد قايد صالح الذي أكد أن المساعي المبذولة من قبل الجيش الوطني الشعبي منذ بداية الأزمة وانحيازه الكلي إلى المطالب الشعبية، تؤكد أن طموحه الوحيد هو السهر على الحفاظ على النهج الدستوري للدولة، وضمان أمن واستقرار البلاد وحماية الشعب من العصابة التي استولت بغير وجه حق على مقدرات الشعب الجزائري.وقال رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إنه لا مجال للمزيد من تضييع الوقت ,حيث طالب بالتطبيق الفوري للحل الدستوري.وهو ما استجاب له بوتفليقة في نهاية المطاف.وتجدر الإشارة أن المادة 102 من الدستور تؤكد أنه في حالة استقالة استقالة رئيس الجمهوريّة ، يجتمع المجلس الدّستوريّ وجوبا ويُثبِت الشّغور النّهائيّ لرئاسة الجمهوريّة.وتُبلّغ فورا شهادة التّصريح بالشّغور النّهائيّ إلى البرلمان الّذي يجتمع وجوبا.ويتولّى رئيس مجلس الأمّة عبد القادر بن صالح مهام رئيس الدّولة لمدّة أقصاها 90 يوما، تنظّم خلالها انتخابات رئاسيّة على الرغم من أن هذا الأخير غير مرغوب فيه هو الأخر من قبل الشعب الجزائري الذي يعتبره أحد رموز نظام بوتفليقة.وتسارعت الأحدث أمس بعدما خرج الرئيس السابق اليمين زروال، عن صمته لتوضيح اللبس الذي علق بموقفه، تجاه الأوضاع التي تعيشها البلاد خلال الأيام الأخيرة، وكشف زروال عن عرض تلقاه من قصر المرادية بقيادة المرحلة الانتقالية ،وذلك في لقاء جمعه مؤخرا مع المدير السابق لجهاز الاستخبارات، الجنرال محمد مدين المدعو توفيق، في «موريتي».وألمح بيان الرئيس السابق إلى أنه رفض العرض المقترح لقناعته بضرورة تحقيق التداول على السلطة، واحترام مطالب الشارع الجزائري.وكان المستشار في رئاسة الجمهورية «محمد علي بوغازي»، قد كذب أمس كذلك مضمون البيان الصادر عن مؤسسة الرئاسة والذي حمل توقيعه، وأعلن براءته من البيان المذكور، ومن التزوير الذي طال المؤسسة السيادية الأولى في البلاد.وأعقب قرار استقالة بوتفليقة خروج ألاف الجزائريين ليلة أمس احتفالا بما سموه بانتصار الشعب على القوى الغير دستورية التي حكمت البلاد لسنوات طويلة.وعرفت ساحة البريد المركزي بالعاصمة احتشاد الآلاف من الجزائريين مرددين شعارات «نحينا العصابة ورانا لاباس» وجيش شعب خاوة خاوة».