إرهابيون يائسون وآخرون تائبون حماة الدعوة السلفية تلفظ أنفاسها يتواصل النزيف وسط الجماعات الإرهابية مع تواصل الضربات التي لا تزال توجهها مصالح الأمن لها وهذا بالموازاة مع حالات التوبة التي تتتابع في صفوف الإرهابيين.أجمعت تحليلات المتتبعين للشأن الأمني أن التنظيمات الإرهابية تعاني من تصدعات حقيقية ونزاعات وسط أفرادها وصلت حد التصفية البدنية بعدة مناطق من الوطن حيث تتمركز خاصة على محور ولايات الوسط وهي تيبازة، المدية، وعين الدفلى وهي صراعات تتعلق في الأصل بالزعامة وقيادة الإرهاب. وحسب المتتبعين فإن جماعة حماة الدعوة السلفية (DHDS) والتي يقودها سليم الأفغاني تشهد توترا حقيقيا بسبب حرب معلنة لتزعمها وهو ما تستشهد به حالات الاستسلام التي طالت الكثير من أفرادها وتم دمج البعض منهم تداخل المجتمع بعد استفادتهم من ميثاق السلم والمصالحة.وتفيد شهادات الإرهابيين التائبين بأن المعاملات داخل التنظيم بعيدة كل البعد عن الشرع والأخلاق فقد طالتها الجهوية والمحسوبية فالأفراد المقربون من الأمير وحاشيته يحصلون على إمتيازات لا حصر لها في حين الباقي توكل لهم مهام ثانوية أو حتى عبودية ظاهرة، فالمنتمي إلى منطقة "قوراية" له سلطة ونفوذ أكثر من الإرهابي الذي ينتمي إلى ولاية أخرى وهذا ما يبعد عن العمل الإرهابي صفة المشروعية وإحقاق الحق، مادامت المعاملات تتم بهذه الطريقة.بعض الإرهابيين التائبين تحدثوا عن الأوضاع المأسوية في معاقل الإرهابيين والي زاد النشاط المكثف لمصالح الأمن المشتركة، إذ شاهدوا الانحدار الأخلاقي للكثير من رفاقهم، زادته الجهوية المتفشية انهيارا في التنظيم، فبعض الإرهابيين لهم مزايا منها استعمال الهواتف النقالة كما يستفيدون من الزيارات العائلية، وكذلك حرية التحرك واختيار حتى نوعية الطعام والشراب، وهذا ما اثر سلبا على نفسية باقي الإرهابيين بإحساسهم بالغبن والتهميش ففي الوقت الذي يكلفون فيه بأقذر العمليات يستفيد نظراؤهم من الراحة والرعاية. وفي محاولة لقيادة التنظيم الإرهابي حماة الدعوة السلفية إضفاء المشروعية الدينية على أعمالهم الإرهابية والحد من النزعة الجهوية أسموا الإرهابيين المنحدرين من "قوراية" بتيبازة ب "الأنصار" والإرهابيين القادمين من ولايات أخرى أطلقوا عليهم وصف "المهاجرين"، وهي محاولة يائسة للتشبيه بين أنصار النبي (ص) بالمدينة والمهاجرين من الصحابة القادمين من مكةالمكرمة وهي حيلة لم تنطل على الكثيرين الذين اعتبروها إحدى الحيل الماكرة من لدن القياديين بالتنظيم. وتفيد معلومات متطابقة لم تؤكدها أي جهة أن الإرهابي بن محمد سليم الملقب بسليم الأفغاني أمير جماعة حماة الدعوة السلفية من المحتمل أن يسعى إلى إجراء اتصالات لتسليم نفسه مع أتباعه بعد فتح قنوات اتصال غير مباشرة عبر الأنترنيت يناقش فيها عدوله عن الأعمال وإعلان التوبة والاستفادة من قانون المصالحة وما تسرب من أنباء أن الإرهابي سليم الأفغاني ينوي مقابل هذا أن يمنح جواز سفر للرحيل إما إلى إحدى الدول الخليجية أو دولة أوروبية وبالتحديد بريطانيا نظرا لتواجد عديد القيادات الإرهابية فيها، وهو الأمر الذي لم يؤكد بصفة رسمية بعد وبالمقابل فإن إرهابيا آخر وهو مكي عبد القادر المدعو عبد المغني والذي يعتبر أكثر دموية ويطلق عليه اسم " السفاح'" نظير ما اقترفته يداه في حق الأبرياء مطلوب لدى مصالح الأمن والعدالة لتورطه في ارتكاب العديد من العمليات الإرهابية والمشاركة في تكوين جماعة إرهابية أيضا، فبرجوع إلى مسيرة هذا الإرهابي الذي ينحدر من مستغانم والتحق بالإرهابيين سنة 2007، فقد شارك في إعداد كمين لعناصر من الجيش في نفس السنة بمنطقة تيزي عوين بعين الدفلى واغتال مواطنا في نفس سنة بالقرب من أحد المساجد وكان هذا في يوم من شهر رمضان ، واغتال أيضا مواطنا سنة 2008 والتقى إرهابيين بمحض الصدفة بمنطقة شوة بتيبازة كما شارك في كمين ضد حاجز أمني ثابت للدرك الوطني في بومدفع بعين الدفلى وهذا شهر أكتوبر من سنة 208، كما ساهم في الإعداد والمشاركة في كمين ضد مجموعة من عناصر الجيش التابعين لثكنة الفريكي بعين الدفلى. محمد بلقاضي