في عملية وصفها المتتبعون للشأن الأمني ب "الهامة" على صعيد عمليات مكافحة الإرهاب المتواصلة، موازاة مع اقتراب الآجال المحددة للإرهابيين لتسليم أنفسهم قبل الإثنين المقبل، للاستفادة من تدابير السلم والمصالحة الوطنية، قامت قوات الجيش، باسترجاع كمية هامة من الأسلحة الحربية بمنطقة عين الحجر بولاية سعيدة داخل ملاجىء تابعة لنشطاء الجماعة الإرهابية "حماة الدعوة السلفية"، أهمها أكثر من 70 قذيفة "هاون" كانت مخبأة داخل كازمة مهيئة كورشة للسلاح. مبعوثة "الشروق" إلى وهران: نائلة. ب وعثرت قوات الجيش على هذا "المخزن"، نهاية الأسبوع، بناء على معلومات أدلى بها أمير التنظيم بولاية سعيدة المدعو خراز (اسماعيل) الذي سلم نفسه الثلاثاء الماضي، وسبق ل "الشروق اليومي" أن نشرت الخبر في عدد سابق، وأبدى هذا"الأخير" تعاونا مثمرا مع مصالح الدرك الوطني وقوات الجيش التي تحركت بعد استغلال المعلومات، وقامت بعملية تمشيط في بعض المواقع، أسفرت عن حجز بنادق رشاشة، سلاح كلاشينكوف، ذخيرة وقنبلة تقليدية قبل أن تتمكن الأربعاء الماضي، من استرجاع هذا العدد الهائل من القذائف، التي تقول مصادرنا، إن الجماعية الإرهابية تحصلت عليها في الهجمات العديدة التي نفذها في وقت سابق خلال الفترة الممتدة بين 1993 و1997، على الثكنات العسكرية، حيث استولت على عتاد حربي، آنذاك. وبرأي متتبعين للشأن الأمني، فإنها تعد أهم وأكبر عملية في إطار مكافحة الإرهاب، خاصة وأنها أسلحة تعد العمود الفقري لأي تنظيم إرهابي، لتنفيذ عمليات إجرامية كبيرة خاصة بإطلاق قذائف "الهاون" على القوافل العسكرية، وتتبنى هذه الاستراتيجية الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وحماة الدعوة السلفية وسط وغرب البلاد، إضافة إلى قذائف تقليدية الصنع "الهبهاب". وسألت "الشروق اليومي" المصدر الأمني الذي أورد الخبر، عن خلفية عدم استغلال التنظيم الذي يتزعمه المدعو "سليم الأفغاني" لهذه الأسلحة، خاصة في ظل تراجع نشاطه بسبب قلة عناصره ونقص الذخيرة، فأوضح أن صعوبة تحركات الإرهابيين بسبب تضييق الخناق عليهم، حال دون استغلالهم للسلاح ونقله في ظروف "آمنة". وأشار إلى تمكن مصالح الدرك من حجز شاحنة محملة بالأسلحة الحربية في كمين بولاية بسكرة. وكانت قوات الجيش قد حجزت كمية هائلة من الأسلحة الحربية المتطورة وقنابل تقليدية قبل عدة أشهر في عملية تمشيط بعين الدفلى، عثرت عليها داخل كازمة بعد القضاء على إرهابي وتوقيف رفيقه الذي قدم معلومات حول مخزن السلاح. وتعتمد قوات الجيش، في العمليات الأخيرة، على شهادات التائبين، خاصة القياديين منهم الذين كانوا »يشغلون« مناصب حساسة في التنظيم، وعلى دراية بخباياه، أبدوا تعاونا إيجابيا مع أجهزة الأمن لاقتناعهم بالمصالحة وتأكيد "صدق توبتهم"، وآخرون اندمجوا في مسار مكافحة الإرهاب للقضاء على رفقاء الأمس خوفا من تصفيتهم. ويبقى تسليم أمير "حماة الدعوة السلفية" بسعيدة مثمرا على صعيد مكافحة الإرهاب، على خلفية أنه عنصر قديم في النشاط المسلح، وكان قياديا بارزا في الجماعة الإرهابية، لديه خبرة وعلى إطلاع بنشاط الجماعات المسلحة التي تنشط في الجهة الغربية، خاصة وأن تنظيمه كان قد التحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة حسان حطاب آنذاك عام 2003 في إطار مؤتمر الوحدة للم شتات التنظيمات المسلحة وتوحيدها لمواجهة تداعيات تطبيق قانون الوئام المدني وما رافقه من موجة توبة وانشقاقات في صفوف المسلحين.