دخلت المسيرات أمس أسبوعها ال36 على التوالي من عمر الحراك الوطني الذي تشهده الجزائر منذ ال22 من فيفري الماضي، للمطالبة برحيل رموز النظام القديم وعدم إجراء الرئاسيات في ظل بقايا النظام السابق وغيرها من المطالب التي باتت معروفة والتي دفعت بهم للخروج إلى الشارع طوال هذه الأسابيع. سارة شرقي و عقب التصريحات التي أدلى بها رئيس الدولة عبد القادر بن صالح لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بسوتشي روسيا، حول الوضع السياسي الذي تشهده البلاد وتقليله من شأن الحراك الوطني بحسب رأي المحللين السياسيين، أبدى المتظاهرون الذين خرجوا في الصباح الباكر بأعداد هائلة في مسيرتهم الأسبوعية للجمعة ال36 من عمر الحراك الشعبي، سخطهم وغضبهم إزاء محاولة السلطة تدويل الأزمة الجزائرية، مؤكدين بأن ما يحدث في الجزائر شأن داخلي ومن الخطأ أن ينقل مسؤول، شؤون بلاده إلى الخارج، وهو ما زاد من إصرارهم على المطالبة برحيل السلطة الحاكمة خلال الجمعة ال 36. وزاد الزخم الشعبي كالعادة بعد صلاة الجمعة، أين جاب المواطنون الذين قدموا من كل حدب وصوب، مختلف شوارع العاصمة الجزائر، على غرار باب الواد، ساحة الشهداء، باب عزون، العربي بن مهيدي، ساحة أول ماي في مسيرة سلمية مرددة لشعارات»مراناش حابسين حتى يرحلوا الفاسدين»، ارحلو ارحلو»، «تتنحاو ڨع»،» أطلقوا سراح المعتقلين» «مكاش إنتخابات هذا العام»،» الجزائر ليست للبيع«.وجدد المتظاهرون مطالبتهم برحيل بقايا النظام البوتفليقي وأحداث تغيير جذري في النظام، عدم إجراء الرئاسيات في الظروف السياسية التي نعيشها البلاد، احترام الدستور و سلطة الشعب، سحب مشروع قانون المحروقات الجديد ورفع التضييقات على نشطاء الحراك الذين شهدوا موجة من الاعتقالات حسبهم.ووسط تعزيزات أمنية مشددة، تمكن المتظاهرون في جمعتهم ال36 من بلوغ نقاطهم المعهودة والمرور بعدد كبير من شوارع العاصمة بهدوء وسلمية، دون الاحتكاك برجال الأمن الذين اكتفوا بتطويق الشوارع الرئيسية ومواكبة ومراقبة الحراك السلمي الذي بلغ شهره الثامن . في الجمعة ال 36 من الحراك الوطني المتظاهرون بعنابة يتحدون الأمطار حورية فارح جدد أمس آلاف من سكان ولاية عنابة أمس في ساحة الثورة للجمعة ال 36على التوالي وذلك من أجل التعبير عن إصرارهم في مواصلة النضال إلى غاية تحقيق كافة المطالب والمتمثلة في رحيل باقي رموز النظام وإعادة السلطة للشعب ومحاسبة العصابة وتحت هتافات مكانش انتخابات يا العصابات يا للعار لا رجوع لا خضوع .بالرغم من رداءة الأحوال الجوية اكتظت ساحة الثورة أمس عن آخرها بأعداد غفيرة من المتظاهرين الذين توافدوا عليها من كل حدب وصوب في تجديد للمسيرة لكل جمعة لمواصلة الحراك الوطني وذلك من أجل توجيه رسائل واضحة إلى السلطات العليا في البلاد التي ما تزال متمسكة بحلولها المتمثلة في تنظيم الانتخابات الرئاسية في 12 ديسمبر 2019 رغم رفض الشعب لها، وفي الوقت الذي اجتمع فيه أغلب المتظاهرين بعنابة مطالبين برحيل بقايا رموز النظام ومحاسبة العصابة المحسوبة على النظام البوتفليقي حيث تجمعوا في ساحة الثورة بعد صلاة الجمعة وقاموا بمسيرة ماشيا وتجوب مختلف أرجاء ساحة الثورة منددين بضرورة رحيل رموز النظام المتبقية ورافضين إجراء الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر قائلين لا انتخابات مع العصابات حيث أن المتظاهرين عبروا عن رفضهم لتنظيم الانتخابات الرئاسية ال12 ديسمبر المقبل في الظرف السياسي المتوتر الذي تشهده البلاد مؤكدين على ضرورة رحيل رموز النظام القديم وخاصة بعد ترشح أبرز وجوه النظام البوتفليقي على غرار عبد المجيد تبون وعلي بن فليس ولا عز الدين مهيوبي وهدا في الوقت الذي اصرفيه المواطنين على مواصلة مسيراتهم واحتجاجاتهم إلى حين رحيل جل رموز النظام ومعاقبة الفسادين منهم.