دعا مشاركون في ندوة وطنية حول موضوع «الأندلس من خلال كتاب نفح الطيب للمقري» نظمت نهاية الأسبوع بوهران إلى ضرورة إبراز الإنجازات والإسهامات الحضارية للمسلمين في الأندلس، وركز الأستاذ عبد القادر بوباية من جامعة وهران 1 «أحمد بن بلة» في مداخلته على الحضارة الراقية التي حققها المسلمون في الأندلس منهم المنحدرون من الجزائر على غرار أبو العباس المقري التلمساني وأهم المصادر التي اعتمدها في كتابه «نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب»، واعتبر ذات المحاضر المقري التلمساني بمثابة موسوعة تاريخية وشخصية بارزة تركت بصمتها في تاريخ الأندلس مبرزا قيمة كتاب نفح الطيب في التاريخ للأندلس، من جهته حث الأستاذ حاج عبد القادر يخلف من جامعة وهران 1 إلى ضرورة «استغلال مصادر المقري التلمساني في كتابه «نفح الطيب» التي تتناول مختلف المجالات بما في ذلك الأدبية والتاريخ والجغرافيا والتراجم والشريعة وعلوم الحديث وغيرها»، من جهة أخرى شدد الأستاذ بلبشير عمر من نفس الجامعة على أهمية إعادة الاعتبار للتراث التاريخي المرتبط بالأسر العلمية في الجزائر في تلك الفترة من خلال إنشاء كراسي علمية في الجامعة بأسمائهم، كما تم خلال هذه الندوة تقديم سلسلة من المحاضرات منها «مصادر المقري في كتابة نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب» و»رسالة الشقندي في فضائل الأندلس وذكر علمائها ومدنها من خلال كتاب نفح الطيب للمقري» و «الصلة وتاريخ الأندلس لأبي القاسم ابن بشكوال من خلال كتاب نفح الطيب لأبي العباس المقري» و «المدن الأندلسية على ضوء نصوص نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب للمقري: مدينة الزهراء نموذجا» و «الزراعة بالأندلس من خلال كتاب نفح الطيب: دراسة في الإمكانات والخصائص» وغيرها، ويأتي تنظيم هذا اللقاء بمبادرة من مختبر «تاريخ الجزائر» بكلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية لجامعة وهران 1 «أحمد بن بلة» بحضور أساتذة جامعيين من مختلف ولايات الوطن وهذا بمناسبة ذكرى إعلان الخلافة الأموية من طرف عبد الرحمن الناصر لدين الله يوم 3 ذي الحجة سنة 316ه الموافق ل 17 جانفي 928م، للتذكير يعتبر أبو العباس المقري التلمساني (1631-1578) وهو من مواليد مدينة تلمسان, من أعلام الفكر في الجزائر أثناء الفترة العثمانية, ومن أشهر مؤلفاته «الرحلة إلى المغرب والمشرق» و «أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض» و«حسن الثنا في العفو عمن جنى» و«عرف النشق في أخبار دمشق» وغيرها، وقد خصص أبو العباس المقري التلمساني كتابه «نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب» لتدوين تاريخ وحضارة الأندلس بإعتماده على أمهات المصادر التاريخية التي ألفها الأندلسيون.