* كورونا يتحول إلى موضع سخرية وتنكيت لدى بعض الجزائريين * تأهب واستنفار لمنع انتشار الوباء سجلت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الأربعاء أربع حالات جديدة مؤكدة لفيروس كورونا (كوفيد-19) من نفس العائلة ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للإصابة إلى 12 حالة مؤكدة، حسب ما أفاد به بيان للوزارة. وأوضحت الوزارة أن “التحقيق الوبائي ما زال مستمرا لمعرفة وتحديد هوية كل الأشخاص الذين كانوا في اتصال مع الرعية الجزائري وابنته المقيمان بفرنسا”. يذكر أن عدوى الفيروس قد انتقلت من رعية جزائري بالغ من العمر 83 سنة وابنته المقيمان بفرنسا واللذين اقاما في الجزائر من 14 الى 21 فبراير المنصرم مع أسرتهما في البليدة، والتي تأكدت إصابتهما بفيروس كورونا بعد عودتهما الى فرنسا في 21 فبراير. وذكرت الوزارة أن نظام اليقظة والتأهب الذي أقرته يبقى “ساري المفعول”، فيما تظل الفرق الطبية “مجندة في أقصى مستويات التأهب”. … تساؤلات حول المرض وتأهب للسلطات العمومية أضحى فيروس كورونا يشغل بال عديد الجزائريين الذين لا يزالون يطرحون عدة تساؤلات حول المرض، في الوقت الذي تؤكد فيه السلطات العمومية، التي توجد في حالة تأهب من خلال وضعها لإجراء خاص للتصدي له، على ضرورة تفادي جميع أشكال التهويل. ومن بين التساؤلات المطروحة لدى الجزائريين منذ ظهور هذا المرض، “يكفي أن يبقى هذا الفيروس بعيدا عنا” و”هذا ما كان ينقصنا لأننا منشغلون بشح الأمطار” و”ماذا لو أضيف هذا المرض إلى كل المشاكل التي نعاني منها فهل ننجح في مواجهته؟”. ويفضل الكثيرون استباق الأمور بخصوص هذا الوباء من خلال الاهتمام بتدابير النظافة الواجب اتباعها. تلك هي حال مليكة، موظفة، التي أعربت عن ذهولها لغياب الوعي “الذي تلاحظه لدى الوسط الذي تعيش فيه”، وهذا بالرغم من كون “التهديد حقيقيا حتى وإن كان يبدوا بعيدا”. في هذا الصدد، دعت مليكة الى “المزيد من التدابير المتعلقة بنظافة المحيط”، معتبرة أن ذلك يعد “أفضل طريقة للوقاية من هذه الأفة”. أما زميلها في العمل، أحمد، فركز على “قواعد النظافة التي يجب أن تُحترم في كل وقت وأنه لا يجب انتظار ظهور مثل هذه الأحداث ليتحلى المرء بالنظافة”. ومن جهته، أوضح رشيد ،تاجر بالجزائر الوسطى، يقول “طالما أنه لم يتم تسجيل أية حالة اصابة في وسطي فاني لست قلقا وأكتفي بالقول أنه لحسن الحظ ان هذا الفيروس بعيد عنا”. وقد بدا هذا الهدوء لدى أشخاص آخرين يؤمنون بأن الأمر قضاء وقدر حيث أكد هؤلاء “اذا كان مكتوبا لنا أن نصاب بهذا الفيروس فلا يمكننا الهروب منه على أية حال” حسب قولهم. وعن سؤال حول نجاعة الحملات الإعلامية والتحسيسية التي تقوم بها السلطات العمومية حول فيروس كورونا، فقد اختلفت الآراء حيث أعترف البعض “جهلهم للأعراض” التي من شأنها أن تستوقفهم. .. موضوع هزء وسخرية ” يحيا الكورونا”، تلك هي مزحة القاها شاب بالحي الشعبي لباب الوادي لصديقه مثيرا بذلك ضحك وسط الحاضرين. وعن سؤال حول معرفة لماذا خاطب صديقه بهذه الكلمات، أجاب هذا الشاب قائلا “منذ بضعة أيام تناول صديقي علاجا مضادا للأنفلونزا لمقاومة أي إصابة. وبالنسبة لي فهي مجرد طريقة لإثارة قلقه”. وعبر مستخدمو الانترنت عن أفكارهم الذكية والمضحكة حول هذا الفيروس على شبكة التواصل الاجتماعي لدرجة أن هذا الأخير أصبح “النجم الافتراضي” للوقت الراهن. فقد تركوا المجال لكل ما يجول في مخيلتهم لينسبوا كل الآفات الاجتماعية التي يواجهها الجزائريون إلى فيروس الكورونا. وأجاب صيدلي في حيث شعبي مازحا على أحد أصدقائه الذي استفسر على نفاذ الكمامات من الصيدلية “الكامات نفذت ما عليك إلا استعمال (لعجار) للوقاية من الكورونا”. بينما تحول شابان وضعا الكمامة إلى سخرية وتنكيت في أحد قطارات ضواحي العاصمة، وسأل أحد المسافرين الشابين “لماذا وضعتما الكمامات.. هل أنتما خائفين من الموت؟” بينما رد الشاب “وضعتما لأجل الموضة فقط !”. فيما يرى البعض الآخر أنه لا ينبغي أن يفتح هذا الموضوع مجالا للسخرية والاستهزاء أو حتى الشتم، مشيرين إلى فيديو هين اثنين سجلا نسبة مشاهدة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي وكانا صادمين للعديد من مستخدمي الانترنت الذين نددوا “بانتهاك خطير لكرامة الانسان”. ويمكن قياس درجة تخوف بعض المواطنين عند التوجه إلى جناح الاستعجالات للمؤسسة الاستشفائية الهادي فليسي للقطار، على حد قول المراقب الطبي للمؤسسة، سليم زيان الذي أكد بأن “معظم الاستشارات الطبية لهذه الأيام الأخيرة والتي تتعلق بالانفلونزا الموسمية لا غير، هي في الواقع راجعة إلى شبح الإصابة بفيروس الكورونا”. في هذا الاطار، صرحت ربة بيت في الخمسين من عمرها والتي كانت تنتظر دورها ليتم فحصها من قبل أحد الأطباء المداومين، تقول “أعاني منذ يومين من حمى مع سيلان الأنف وآلام في العضلات. أعلم بأن الأمر يتعلق بانفلونزا بسيطة ولكنه لا بد من استشارة الطبيب خاصة لما يتم تداوله بخصوص هذا الفيروس الجديد”. وترى هذه الأخيرة وجميع المتوافدين على المؤسسة الاستشفائية المتخصصة للقطار بأن هذه الأخيرة تعد المؤسسة الصحية المرجعية فيما يتعلق بالتكفل بالأمراض المعدية واكتسبت، منذ سنوات عدة، سمعة راسخة في هذا المجال. “حفظنا الله جميعا” تقول امرأة طاعنة في السن مرفوقة بكنتها تنتظر هي الأخرى دورها بهذا الجناح، متأسفة للأرواح التي أودى بها هذا الفيروس. وبعد مرور بضع دقائق، حدثت مشاداة بين المراقب الطبي ومواطن كان يرافق رعية أجنبية للتلقيح ضد الكزاز (التيتانوس) بعد أن طلب الطبيب الممارس بفحص هذا الأخير على انفراد في القاعة الخاصة بفيروس الكورونا. أوضح السيد زيان أن هذا المواطن “كان يظن بأن هذه الرعية الأجنبية ستستفيد من معاملة تفضيلية لكننا فضلنا لهذا السبب بالذات أن نجري له فحصا خاصا للتأكد من أنه غير حامل للفيروس بحيث أنه كان مسافرا على متن باخرة عندما أصيب بجرح على مستوى القدم بسبب مسمار مما جعله يلتحق بمصلحتنا”. وفي الختام، أكد أن هذا المشهد هو كباقي المشاهد التي شهدتها هذه المصلحة والتي لم تحدث في “وقت عادي”، مضيفا إنه ومنذ أسابيع قليلة، توجد المصلحة في حالة استنفار: “رغم انها نهاية الأسبوع، لكني لا أغادر المكان إلا بعد ساعة متأخرة لأستأنف العمل بعد ذلك باكرا. لقد تعبت أعصابي”. .. حالة استنفار “دائمة” في هذا الصدد، يؤكد المدير المساعد للمؤسسة الاستشفائية المتخصصة “القطار” أنه ومنذ عودة الطلبة الجزائريين من الصين في بداية شهر فبراير الماضي، تعرف المؤسسة حالة “استنفار دائمة” لمواجهة أي اصابة محتملة بالوباء، مضيفا أنه تمت تهيئة “قاعة علاج خاصة بالكورونا” من أجل الفحص والتشخيص وأخذ عينات من البلعوم الأنفي “لكل شخص كان على اتصال قريب أو بعيد بالرعية الايطالي الذي تم تشخيصه كحامل للفيروس”. وأوضح ذات المسؤول بقوله “لقد استقبلنا كل الطاقم والمسافرين الذين كانوا على متن الطائرة التي أقلت الرعية الايطالي. وتم ارسال العينات المأخوذة من هؤلاء إلى معهد باستور بالجزائر العاصمة وحصلنا على النتائج خلال 24 ساعة. وهو الوقت الذي يتم فيه الابقاء على الأشخاص المعنيين بالمستشفى بوحدة الاستشفاء ولا يكون خروجهم منها إلا بعد أن تؤكد التحاليل التي أجريت أنهم غير مصابين بالفيروس”. من جهة أخرى، أفاد المدير المساعد لمستشفى القطار أن المؤسسة قد استقبلت مواطنين كانوا قد سافروا إلى ايطاليا في الأسابيع الماضية، والذين فضلوا، عند عودتهم، التوجه “من تلقاء أنفسهم” إلى مؤسستنا من أجل الخضوع إلى الفحوص الضرورية في هذا الشأن. ويتعلق الأمر، حسبه، بأولئك المقيمين بمدن ميلانو ونابولي التي ظهر بها وباء الكورونا كوفيد-19. في هذا السياق، نظمت ادارة المؤسسة ندوة بتاريخ 13 فبراير الفارط بهدف تحسيس المستخدمين الشبه طبيين والأطباء حول المقاربة الواجب اتباعها أمام هذا الوباء. هذا وتم تسجيل ثمان حالات مؤكدة لفيروس كورونا بالجزائر إلى غاية أمس الثلاثاء. فإضافة للحالة الأولى المتعلقة بالرعية الايطالي، سجلت سبع حالات أخرى لدى عائلة واحدة حد لتضاف إلى قائمة المصابين بهذا الفيروس في الجزائر. وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد أعطى، يوم الأحد الماضي، خلال ترأسه لاجتماع المجلس الأعلى للأمن، تعليمات “صارمة” للحفاظ على درجة عالية من الحيطة واليقظة قصد مواجهة أي انتشار لفيروس كورنا، وأمر “بتعبئة حثيثة” لكافة القطاعات المعنية قصد مجابهة أي احتمال. كما قامت وزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، بالتعاون مع اتصالات الجزائر، بتنصيب خلية يقظة واستماع من خلال الرقم الأخضر 3030 للرد على تساؤلات المواطنين بخصوص الوضع الوبائي في الجزائر بعد ظهور حالات من فيروس كورونا بالبلاد. وتطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كان الوزير الأول عبد العزيز جراد قد أمر، مؤخرا، كافة الجهات المعنية بالوقاية من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) لاتخاذ كل التدابير المعمول بها، لتفادي تفشي الوباء، طبقا لتوصيات المنظمة العالمية للصحة، “قصد ضمان الحماية الصحية لجميع المواطنين وتفادي تفشي وباء فيروس كورنا وانتشاره”.كما دعا إلى اعتماد اتصال هادئ، ومدروس ومسؤول، والابتعاد عن التهويل بكل أشكاله”.