كشفت التحقيقات الوبائية الأخيرة التي أجرتها الجهات الصحية على مستوى مناطق انتشار وباء كورونا بولاية جيجل عن وجود رابط قوي بين الإصابات الأخيرة التي أحصيت بأكثر من بلدية من عاصمة الكورنيش والمناسبات العائلية التي شهدتها هذه المناطق والتي لم التقيد خلالها بأدنى شروط الوقاية من الفيروس القاتل . وأكدت التحقيقات الوبائية المذكورة بأن قرابة 50 بالمائة من الإصابات التي تم تسجيلها مؤخرا على مستوى أكثر من منطقة وبلدية من ولاية جيجل كان السبب المباشر فيها الإختلاط الكبير والتقارب بين الأفراد داخل الفضاءات المغلقة وتحديدا المنازل والغرف الضيقة وأن أغلب الإصابات المذكورة تم تسجيلها خلال مناسبات عائلية مثل حفلات الخطبة والزواج وحتى المآتم التي تجمع في العادة عدد كبير من الأشخاص المنحدرين من مناطق مختلفة من داخل وخارج الولاية والتي يصعب التأكد من سلامتهم وعدم حملهم للفيروس . ولعل مايؤكد ماجاء في هذا التحقيق الوبائي هو المعطيات الميدانية التي تخص انتشار فيروس كورونا بجيجل وكذا طبيعة الإصابات وحتى الوفيات التي سجلتها الولاية خلال الأيام الأخيرة حيث أن آخر حالة وفاة والتي سجلت ببلدية العنصر كان السبب فيها حفل خطوبة أصيبت خلاله الضحية وهي امرأة في العقد السابع بفيروس كورونا انطلاقا من أشخاص قدموا من ولاية قسنطينة والذين شاركوا في حفل خطوبة ابنة الضحية ، كما أن أكبر حالة انتشار لعدوى كورونا ببلدية السطارة التي كانت الى وقت قريب بؤرة الوباء الأولى بولاية جيجل انطلقت من احدى الولائم التي احتضنتها هذه البلدية وقبلها بلدية غبالة التي عرفت عدد كبير من حالات العدوى التي لم تستثن حتى " مير " هذه الأخيرة بعد مشاركته هو الآخر في وليمة عائلية ، كما أن حالات العدوى التي وقعت في عدد من الجنائز كانت بدورها كبيرة مثلما حدث في جنازة المغترب الذي ينحدر من حي بن عاشور بجيجل مايفسر الحاح الجهات الصحية بجيجل على ضرورة تفادي اللقاءات والتجمعات الكبيرة داخل الفضاءات المغلقة وتأجيل الأعراس والمناسبات العائلية الى موعد لاحق في ظل ماسجل من خروقات في هذا الجانب من خلال اقامة عشرات الأسر لحفلات خطبة وحتى زواج ضاربين عرض الحائط بالتعليمات المذكورة . هذا وعرفت ال72 ساعة الماضية استقرارا نسبيا في عدد الإصابات بفيروس كورونا على مستوى مستشفيات الولاية الثلاث حيث لم يتم الإعلان عن أي اصابة جديدة منذ الخميس الماضي ليستقر العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة عند 115 حالة ولو أن الجهات الرسمية لم تعترف الى حدود يوم أمس سوى ب98 حالة مؤكدة .