تشهد ولاية عنابة في الآونة الأخيرة ارتفاعا في عدد الاصابات بفيروس كورونا حيث تجاوزت حالات الاصابات المؤكدة 240إصابة.ما جعلها من بين 10 الولايات الأكثر تضررا وهذا راجع لعدة اسباب من بينها عدم احترام التعليمات و الاجراءات الاحترازية ،الانتشار الكبير للأسواق الفوضوية ،تنظيم مباريات كرة القدم بالملاعب الجوارية ،التجمعات وعدم احترام التباعد الاجتماعي. بات الوضع بمدينة عنابة مقلقا بسبب انتشار فيروس كورونا ما ادى إلى تسجيل 240 اصابة و تصنيف جوهرة الشرق من بين 10 ولايات الأكثر تضررا نظرا لغياب الوعي لدى اغلبية المواطنين وعدم احترام قواعد التباعد الاجتماعي واجراءات الوقاية خاصة في ظل التجمعات على غرار ما يحدث في الشواطئ التي تشهد اقبالا كبيرا من المواطنين رغم منع السباحة ،حيث شهدت العديد من شواطئ مدينة عنابة خلال اليومين الماضيين اقبالا من طرف المواطنين بسبب ارتفاع درجات الحرارة، هذا رغم تحذيرات مسؤولي الصحة، ومنع السلطات السباحة من اجل مكافحة ومنع خطر انتشار كوفيد 19 .إلا أن هذه الاجراءات و التدابير الاحترازية ضربت عرض الحائط من طرف بعض المواطنين ،خاصة الذين يقطنون بالولايات المجاورة ،وهو ما رصدناه اثناء الجولة التي قمنا بها بشاطئ "شابوي" و "السانكلو" يوم الجمعة الماضي ،حيث اكدت لنا احدى العائلات التي اتت من مدينة قالمة ان منع حظر التجول ليلا وحالة الحجر الصحي للوقاية من عدوى كورونا، تسبب في حالة من الضغط والقلق ،خاصة بالنسبة للعائلات التي لها أطفال مثلما هو الحال بالنسبة لهم ،الأمر الذي دفعهم إلى الهروب للشواطئ، وإيجاد فرصة للتنفيس عن حالتهم النفسية، والترويح عن ابنائهم،باللعب والتمتع بنسيم البحر، وتضيف عائلة أخرى من عنابة انها بعد ضغط الأولاد قرروا اصطحابهم للترفيه عن انفسهم إلى الشاطئ لكن الفكرة هذه اشتركت فيها الكثير من العائلات ، مما خلف اختلاطا بين الأطفال وكبار السن،حتى وإن كان هناك نوع من التباعد الاجتماعي الملحوظ.في المقابل تشهد المناطق الجبلية خاصة ببلدية سرايدي الساحلية وشطايبي ، انتعاشا وحركية كبيرة، جراء إقبال العائلات والشباب على مختلف الفضاءات الغابية والشواطئ.حيث ان المتجول على طول الطريق ، يشاهد عددا معتبرا من السيارات المركونة، من مختلف الولايات فضل ركابها التمتع بنسيم البحر و اخضرار الطبيعة، و قضاء سويعات من الزمن، حيث و بمجرد الوصول لمنطقة سرايدي او شطايبي، تبدأ عشرات السيارات في تغيير الوجهة ناحية شاطئ واد البقرات او لبيواست ، أين يكشف المنظر عن لوحة طبيعية خلابة تعلوها جبال شاهقة،وتأتي هذه الحركة والاقبال على الشواطئ بعدما قررت السلطات تخفيف قيود الحركة والحجر المنزلى في الآونة الأخيرة. الاسواق الفوضوية تتحول إلى بيئة خصبة لانتشار الكورونا تحولت الأسواق الفوضوية المنتشرة عبر اغلب بلديات المدينة إلى بيئة خصبة لإنتشار فيروس كورونا، بالرغم من الإجراءات التي إتخذتها السلطات المحلية والولائية للقضاء على هذه الفضاءات، التي عادت للظهور في العديد من البلديات، كما اصبحت تنتشر كالفطريات ،و تبقى أسباب عودة الأسواق الموازية أو نشأة أخرى جديدة مرتبطة بعدم تمكّن العديد من الشباب من الحصول على محلات لمزاولة هذا النشاط التجاري بصفة منظمة تلغي هذه الأسواق التي يقبل عليها المواطنون بكثرة، بالرغم من كل المخاطر التي يمكن أن تهدّد صحتهم كمستهلكين للسلع التي تعرض بطريقة غير مناسبة. تعرف بلديتي عنابة والبونى، انتشارا رهيبا للتجارة الفوضوية، حيث تحولت الساحات العمومية إلى تجمعات كبيرة للمواطنين، غير آبهين بتفشى وباء فيروس كورونا، على الرغم من أن السلطات الولائية أصدرت عديد القرارات بمنع التجمعات،غير أن العنابيين لا يعطونا أهمية كبيرة لجائحة فيروس كورونا التي حصد آلاف الأرواح.وهو ما وقفنا عليه بكل من سوق الليل،وسط المدينة امام محور دوران الحطاب،لاري قومبيطا، حي لاري روز، حيث ان هذه النقاط تشهد انتشارا كبيرا وعودة قوية للتجار الفوضويين وسط غياب مصالح الأمن،في وقت تشهد فيه الولاية تسجيل عديد الحالات للاصابات بفيروس كوفيد 19، والأمر من ذلك هو القمامة التي يتركها الباعة الفوضويين خلفهم الأمر الذي خلف حالة من الاستياء وسط مواطني هذه الأحياء ،حيث ساهمت بشكل كبير في انتشار الحيوانات الضارة،ما جعلهم يطالبون بضرورة التدخل العاجل للجهات الوصية وإيجاد حل قبل أن يتسبب هذا الوضع في كارثة .بلدية سيدي عمار هي الأخرى تشهد سيطرة الباعة الفوضوين على اغلب الطرقات و الشوارع،هذا في وقت يتواجد بالبلدية ثلاثة اسواق شعبية صرفت عليها الملايير و ينتظر الشباب تسليمها لهم منذ سنوات غير ان جميع الوعود ظلت حبرا على الورق في وقت تحولت شوارع البلدية إلى اسواق فوضوية خاصة بالترمينيس ،وهو ما شوه صورة المنطقة و الولاية ككل على اعتبار انها تقابل جامعة باجي مختار التي تستقطب الطلبة من مختلف الولايات والبلدان الأخرى ، كما يبقى التجار النظاميين الأكثر تضررا من عودة ظهور هذه الأسواق في العديد من النقاط التي سبق وأن تم تطهيرها،الأمر الذي يتطلب تدخل السلطات المحلية وايجاد حل لهذه الوضعية في القريب العاجل. مباريات كرة قدم تستقطب عددا كبيرا من الجماهير بالملاعب الجوارية رغم انتشار فيروس كورونا بشكل كبير في الولاية إلى أن العديد من الشباب غير واعي بخطورة الوضع خاصة في الأحياء الشعبية التي تشهد حالات خرق لحالة الحجر الجزئي الذي فرضته السلطات العليا في اطار التدابير لمكافحة كوفيد 19 ،حيث باتوا ينظمون مباريات كرة القدم بالملاعب الجوارية وسط اقبال كبير من طرف المواطنين لمشاهدتها دون احترام للتباعد الاجتماعي و دون المبالاة بخطورة الوضع.هذا رغم حملات التوعية والتحسيس من طرف مصالح الأمن والحماية المدنية والجمعيات بضرورة الالتزام بالتوجيهات واجراءات الوقاية من فيروس كورونا من خلال تفادي التجمعات مع ترك مسافة الأمان بين الأشخاص لتجنب نقل العدوى لكن كل هذه الحملات ذهبت ادراج الرياح من طرف بعض المواطنين و الشباب الذي ينقصه الوعي ،حيث تجدهم يحتكون في مباريات كرة القدم دون المبالاة بالعواقب و الأمر من ذلك هو العدد الكبير من الجماهير التي باتت تستقطبه هذه المباريات ،نفس المشكل في المحلات التجارية التي تعرف تزاحم و اكتضاض كبير متناسين جائحة الكورونا التي ادت إلى هلاك المئات من الأفراد وهو ما جعل الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا ينوه بانه في حال ما ظل الوضع على ماهو عليه وعدم احترام اجراءات الوقاية فإنه قد يتم اللجوء إلى اعادة فرض الحجر الصحي على بعض الولايات،هذا قبل تفاقم الوضع وخروجه عن السيطرة ،في ذات السياق بات على المواطن العنابي ضرورة الالتزام بالاجراءات والتحلي بالوعي خاصة أن الوقاية تبقى خير من العلاج. الأعراس والجنائز بؤر للفيروس و التدافع بمكاتب البريد حدث ولا حرج باتت حفلات الأعراس بمثابة بؤرة لتفشي الفيروس، وفي إطار تطبيق الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا طبقت السلطات منع التجمعات وتعليق حفلات الأعراس،إلا أن هناك من لم يمتثلوا لهذه القوانين وأقاموا أعراسهم بشكل طبيعي، بينما قام آخرون بإجراء بعض التعديلات كعدم دعوة كبار السن وتقليص عدد الضيوف،ضاربين جميع التعليمات عرض الحائط نفس الأمر بالنسبة للجنائز حيث رغم التشديد على ضرورة عدم حظور الجنائز إلى ان ذلك لم يمنع المواطنين من حظورها في تصرف زاد الطين بلة وساهم في انتشار الفيروس اكثر .اما الطوابير بمراكز البريد عبر مختلف بلديات مدينة عنابة حدث ولا حرج حيث عرف مركز بريد ما قبل الميناء،والبريد المركزي، سيدي عمار و الحجار، اكتظاظا حتى قبل انطلاق الدوام الرسمي، أين اصطف العشرات من المواطنين من مختلف الفئات، لسحب رواتبهم و معاشات المتقاعدين ،ماجعل طوابير المواطنين تعود مجددا لتتشكل أمام مراكز البريد في مشاهد اعتاد المواطن الجزائري عامة والعنابي خاصة على رؤيتها نهاية كل شهر، وقد تسببت الطوابير الطويلة وعدم احترام بعض المواطنين لإجراءات الوقاية والتدابير الاحترازية من خطر انتشار كوفيد 19 ،في ضغط كبير للعمال ،هذا رغم نداءات مديرية وحدة بريد الجزائر-عنابة بضرورة احترام التعليمات والالتزام بالتدابير ،وفي هذا السياق أكدت مصادرنا أنه قد تم اتخاذ كل الإجراءات حتى تسير مكاتب البريد بصفة عادية من خلال توفير السيولة المالية بالمكاتب بصفة دائمة، غير ان اغلب مكاتب البريد الواقعة على مستوى الولاية شهدت اكتظاظا كبيرا وطوابير طويلة،حيث يسابق المواطنين عقارب الساعة لاستخراج معاشاتهم ورواتبهم، بغية اقتناء حاجيات ومستلزمات العيد الذي وشك على طرق أبوابنا،هذا حسب ما سجلته آخر ساعة التي جالت بعض مكاتب البريد اول امس تزامنا وصب معاشات المتقاعدين ،اين تكررت مشاهد الاكتظاظ والإقبال الكبير الذي لم يعرف له حلا أو انفراجا رغم جميع الاجراءات المتخدة. توقيف 624 شخصا بسبب مخالفة قرارات مكافحة كوفيد 19 من جهتها مصالح امن ولاية عنابة قامت بتوقيف 624 شخصا، ووضع 98 مركبة و 55 دراجة نارية بالمحشر،خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 25 جوان الجاري، وهذا لمخالفة القرارات والتدابير الاحترازية المتخذة لمجابهة وباء فيروس كورونا ، مع إتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة في حق المخالفين.وحسب ذات المصالح فإنه تم تسجيل إنخفاض محسوس في عدد المخالفين، بالمقارنة مع الأسبوع الفارط.كما تدعو المواطنين على ضرورة الالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية المتخذة من طرف السلطات ،وهذا حفاظا على صحتهم وصحة عائلاتهم و الحد من تفشي فيروس كورونا.