استرجعت عنابة والموقع الأثري هيبون اليوم قناع القرقون وأشرفت على عملية تسليمه وزيرة الثقافة مليكة بن دودة بعد مرور 24 سنة كاملة عن سرقته، وتم العثور على القناع في إحدى قصور أصهار الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بعد الثورة التونسية، وصرحت وزيرة الثقافة في تعليقها على هذا الحدث التاريخي قائلة:"استغلت العصابة الفترة الصعبة التي كانت تمر بها الجزائر من أجل سرقة القناع الذي يمثل إحدى الأشياء الثمينة في موقع هيبون، وقد تم استرجاعه سنة 2014 بفضل عناية رجال الأمن والدرك والجمارك لكن لم يعد إلى مكانه الأصلي، وعنابة أولى به ومن المفروض أن يكون في مكانه لذلك قررنا إعادته إلى عنابة، وأتمنى أن المخطط الأمني الجديد سيحمي الموقع الأثري بكامله وقناع القرقون من أي محاولة استيلاء آخرى، نشكر الجهات الأمنية التي تسخر كل إمكانياتها البشرية واللوجيستية لمحاربة ظاهرة المتاجرة الغير مشروعة بالتراث الثقافي، واعتبر أن استرجاع هذه التحفة الأثرية يعتبر مكسبا علميا مهما للمتحف وتثمين لما يقوم به قطاع الثقافة من أجل دفع عجلة التنمية، فالأكيد أن متحف هيبون سيعرف في الأيام المقبلة إقبال عدد كبير من الزوار والسياح لمشاهدة هذه التحفة الأثرية الثمينة وهو ما سيعطي لمدينة عنابة حركية اقتصادية تضاف إلى ما تكتسبه من خصوصية سياحية بامتياز تساهم فيها الثقافة بشكل رئيسي من خلال المسارات السياحية العالمية التي تعرفها مدينة عنابة المرتبطة ارتباطا وثيقا بالسياحة الثقافية، حظيت بتاريخ 14 جويلية الماضي بشرف إمضاء قرار وزاري صدر في الجريدة الرسمية رقم 43 يتضمن مخطط حماية واستصلاح الموقع الأثري هيبون والذي يعد الخطوة العملاقة الأولى نحو تصنيفه ضمن التراث العالمي وذلك لما تحمله هذه المدينة الأثرية العريقة من استثناءات تاريخية وأثرية وقيم إنسانية والسلام ونحن نتذكر اليوم أحد أهم شخصيات المدينة المفكر والفيلسوف القديس أوغستين الذي تصادف ذكرى وفاته يوم 28 أوت 1590، إن رئيس الجمهورية والوزير الأول يمنحان أهمية قصوى للثقافة باعتبارها قطاعا استراتيجيا يمكنه المساهمة في البنية الاقتصادية للوطن ولا يكون لنا ذلك إلا باستغلال كل الامكانيات الثقافية من مواقع أثرية أو الاستثمار في الشخصيات التاريخية خاصة التي تحمل الميزات العالمية على غرار القديس أوغستين من خلال ابتكار مسارات ثقافية-سياحية تساهم في تنشيط الحركية الاقتصادية المحلية والتعامل مع المؤسسات الناشئة والصغيرة. القناع يملك قيمة تاريخية كبيرة يملك قناع "القرقون" قيمة تاريخية كبيرة وتمت سرقته سنة 1996 وتم العثور عليه في إحدى قصور الطرابلسية أصهار الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بعد انفجار الثورة التونسية وتم استعادته سنة 2014 حيث بقي في المتحف الوطني للآثار بالجزائر العاصمة، وهو "القورقون" أو "الفسقية" عبارة عن منحوثة من الرخام الأبيض وكانت تتواجد بحي النافورة في الموقع الأثري هيبون والقناع يجسد صورة رأس آدمي بشعر مجعد في أطرافه رؤوس ثعابين وفم مفتوح، ويصل وزن هذه المنحوثة إلى أكثر من 300 كغ وهي تحفة أثرية نادرة اكتشفت بالموقع الأثري هيبون عام 1930 وتعود إلى القرن الثاني ميلادي. الوزيرة تزور مدرسة الفنون الجميلة ومعهد التكوين الموسيقي قامت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة بزيارة كنيسة القديس أوغستين والمقر الجديد لمدرسة الفنون الجميلة ومعهد التكوين الموسيقى بحي بوخضرة 3، وكان لها لقاء مع المجتمع المدني وكرمت بعض الفنانين، وستزور صبيحة اليوم مشروع مقر مديرية الثقافة وزيارة متحف السينما والمكتبة الرئيسية للمطالعة سليمان بركات ومسجد أبو مروان الشريف، وتوجه الوزير المنتدب المكلف باصلاح المستشفيات بزيارة مركز مكافحة السرطان بالمستشفى الجامعي ابن رشد أين تم توزيع جواز السفر الثقافي على الأسرة الطبية.