شهدت ولاية باتنة خلال الساعات الماضية امطارا رعدية طوفانية تسببت في عديد الحوادث، حيث أدت الأمطار التي تهاطلت لمدة تقارب الساعتين من الزمن بالمنطقة الشمالية لولاية باتنة الى وفاة زوجين كانا على متن سيارتهما السياحية بالطريق الولائي رقم 26 الرابط بين بلديتي بومية والمعذر، وذلك بعد أن جرفتهما سيول وادي بوعافية، ما ادى الى انقلاب السيارة بالوادي، حيث سخرت مصالح الحماية المدنية كل امكانياتها المادية والبشرية للبحث عن الضحيتين، أين تم العثور على الزوجة "ب ح" البالغة من العمر 49 سنة في الساعات الأولى من فجر الخميس، فيما عثر على جثة الزوج "س م" البالغ من العمر 54 سنة على بعد حوالي كيلومتين عن الطريق عند الساعة السابعة صباحا من نفس اليوم، أين تم نقل جثتي الضحيتين الى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى باتنة الجامعي، قبل ان يوارو الثرى بمقبرة بوزوران بحضور وزير الموارد المائية الذي كان في زيارة عمل وتفقد لولاية باتنة تزامنت والامطار الرعدية التي شهدتها الولاية وأدت الى وفاة الضحيتين، وكان برفقة والي ولاية باتنة وكذا السلطات المدنية والعسكرية بالولاية. كما أدت الامطار الطوفانية المتهاطلة، الى تسجيل عديد الخسائر اثر تسرب المياه الى المساكن والمحال التجارية، سيما بمزرعة محمد عرعار ببلدية المعذر التي دخلت بها المياه لحوالي 30 مسكن، وهلاك عدد من رؤوس الماشية للبدو الرحل، بالاضافة الى عدد كبير من السكنات بقلب مدينة المعذر بسبب الوادي الذي يخترق وسط المدينة، هذا ويرجع سبب الكارثة التي عرفتها مدينة المعذر التي حولت شوارعها على كومة من الاوحال الى مشروع حماية المدينة من الفيضانات المنجز والذي تحول الى مشروع اغراق للمدينة بدلا من حمايتها، حيث تم انجاز حزام يحيط بها عبر الوادي، غير ان الجسر المنجز لا يرقى لحجم الوادي وكذا المياه الغزيرة الاتية من جبال بوعريف ما جعل المياه تصرف خارج الوادي عبر الطريق نحو وادي فرعي لم يستوعب كمية الامطار المتساقطة والمياه المتدفقة، الذي جرت معها جذوع الاشجار وحتى الاحجار باحجام متفاوتة، ووصلت الاضرار الى مزرعة محمد عرعار مرورا بوسط المدينة. كما تضررت عديد السكنات بمشتة العرعور التابعة لبلدية جرمة جراء وصول السيول اليها. وهي ذات الاضرار التي لحقت بعدد من سكان بلدية فسديس التي دخلت اليها مياه الامطار، بالاضافة الى النفق المنجز عبر الطريق الوطني رقم 03 الرابط بين ولايتي باتنة وقسنطينة، عند مدخل جامعة باتنة 02، حيث امتلأ النفق عن اخره بمياه الامطار، ما شكل خطرا حقيقيا على مستعملي الطريق، الذين نجى منهم الكثير بأعجوبة، حيث تدخلت فرق الحماية المدنية مدعمة بمفرزة الرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات لتقديم يد المساعدة لعدد من المارة ومستعملي الطريق، بالاضافة الى تقديم يد العون لعدد من المارة وتسهيل حركة السير بعدد من الطرق على غرار الطريق الولائي 26 الرابط بين فسديس وبومية الذي سجلت به عديد النقاط السوداء، وكذا الطريق الوطني رقم 87 بإقليم دائرة الشمرة. كما تدخل عناصر الوحدة الثانوية لدائرة المعذر لامتصاص مياه الامطار من عدة احياء ومساكن ببلدية المعذر. في وقت يواصل فيه عمال الديوان الوطني للتطهير حملة التنظيف للاودية من خلال ازالة الاوحال والحجارة وجذوع الاشجار والاوساخ التي ساقتها السيول، وكذا قنوات تصريف مياه الامطار والبالوعات التي كانت مسدودة تحسبا لتساقط كميات اخرى من الامطار. هذا وكان وزير الموارد المائية قد وقف على حجم الخسائر وماخلفته الامطار التي شهدتها ولاية باتنة، سيما بنفق مدخل جامعة فسديس، أين امر بانجاز حواجز تمنع تراكم المياه وتساهم في صرفها بدل تسجيل حادثة مشابهة خصوصا ونحن مقبلين على موسم الامطار، ووعد بتقديم اعانات مالية اضافية لقطاعه للتكفل بانجاز مختلف الحواجز وما من شأنه المساهمة في تجنب مثل هذه الفيضانات.