افتتحت محكمة سيدي امحمد ملف كل من وزيري التضامن سابقا "سعيد بركات" وجمال ولد عباس"، و21 شخصا اخرا منهم الأمين العام الأسبق لوزارة التضامن والأسرة"خلادي بوشناق"، و 9 إطارات بنفس الوزارة، مديرين مركزيين، مديرين ولائيين للقطاع ورؤساء جمعيات، في قضية فساد تتعلق بالتلاعب بأموال المعوزين وكذا تحويل الاموال الى جمعيات وهمية، حيث تتم متابعتهم بتهم تبديد أموال عمومية وإبرام صفقات مخالفة للتشريع المعمول به،بالاضافة الى استغلال الوظيفة والتزوير في المحررات العمومية . "ضميري مرتاح"، "الله ياخذ الحق"، "تقلدت العديد من المناصب ولم أستفد من سكن وأقطن بإقامة خاصة"، "عند تعييني كوزير ضرب زلزال قوي، في ولايتي حيث عشت 6 زلازل و زلزال احرعشته كوزير كان بالمسيلة"، هي العبارات والجمل التي أراد بها العضو بمجلس الأمة السابق المتواجد رهن الحبس المؤقت منذ شهر جويلية"جمال ولد عباس" تبرئة نفسه من التهم الموجهة له وهو يذرف الدموع لتأثره بتواجده وراء القضبان وهو من قدم الكثير للبلاد حسبه، في مشهد تعود عليه الجميع في عدد من خرجاته الأفلانية . وخلال استجوابه من طرف القاضي نفى الوزير السابق "جمال ولد عباس" التهم الموجهة له، مؤكدا بأنه مجاهد وتقلد العديد من المناصب السامية في الدولة منذ 2003 أين سير فيها 240 إدارة حسب قوله، مشيرا بأنه أفنى حياته في خدمة البلاد دون ان يستفيد من سكن، وانه يقطن بإقامة خاصة، وتابع القول بأنه مرتاح الضمير والله هو من سيأخذ له حقه. وفيما تعلق بتضارب المصالح في كونه وزيرا و رئيس جمعية في ذات الوقت، أردف ولد عباس ان القانون لايمنع ذلك إذا تعلق الأمر بجمعية انسانية، مؤكدا أن اختيار الجمعية المتعاقد معها كان عن طريق الثقة وتابع"اعطينا كل الحق للجمعيات والأمين العام كان يطبق القانون "، مشيرا بأنه تفاجأ بوجود 13 صك موقع باسمه دون علمه بهم ليعلم بذلك من طرف المستشار المحقق فيما خص المبلغ المقدر ب64 مليار سنتيم مابين 2009 و2014 وقال ولد عباس في اجابته على أسئلة القاضي ان منح 22 مليار سنتيم للجمعيات دون ابرام اتفاقية راجع للثقة التي كان يضعها في الإطارات العاملين معه . كما قال أن جمعية افريكانا تحصلت على 19 مليار سنتيم في إطار المساعدة و كانت اموال الدولة ، كاشفا عن تقديمه ل 22 حافلة خلال ازمة فيضان غرداية، بينما منح الباقي لاندية رياضية. في حين إلتزم ، مكتفيا بالصمت فيما تعلق بسؤال القاضي حول فوائد قدرها 45 الف دولار. وعاد وقال بأن طريقة اختيار الجمعيات التي يتعامل معها كانت وفق صيغة الصفقات العمومية، أين كلف الأمين العام للوزارة انذاك بكل التعاملات بطريقة قانونية وبشكل نزيه ونظيف، نافيا في سياق ذي صلة توجيه أموال الخاصة بالجمعيات الى الحملة الانتخابية وهنا توقف وقال أن الوزير الأول سابقا "عبد المالك سلال" هو من تكقل بتمويل الحملة. هذا وكشف جمال ولد عباس عن التقائه باللاعب السابق للمنتخب الوطني عنتر يحي بالعاصمة الفرنسية باريس لتمول 500 ألف ملصقة إشهارية للانتخابات، مؤكدا بأنه اتصل بهذا اللاعب الذي تعرف عليه من خلال مبارة الجزائر مصر بأم درمان وطلب منه التعاون، حيث تم انجاز 500 ألف ملصقة اشهارية للانتخابات بصور عنتر يحي. من جهته نفى وزير التضامن الوطني سابقا سعيد بركات بركات التهم الموجهة له ، مؤكدا بأنه سير قطاعه بكل نزاهة وبقلب صاف ويد بيضاء بعيدا عن تبديد أموال الدولة، موضحا فيما تعلق بصفقات شراء حافلات للجمعيات وجد جمعيات تعمل كوسطاء مع وزارة التضامن عند تقلده الكرسي الاول للوزارة كوسطاء لمساعدة المعوزين. وأردف أيضا بأنه تم شراء 360 حافلة سنة 2015 و440 حافلة تبخرت، وأشار الى عدم اعتراض ثلاث مراقبين ماليين على الصفقة وكل حافلة لديها أوراقها.