لم يعد يقتصر الرعب و الخوف الذي يمتلك السكان بالقرى النائية المعزولة بولاية بومرداس ،على تواجد الجماعات الإرهابية بأدغالها و التي عادة ما تزرع اللاستقرار في أوساط السكان و كذا تجريد المواطنين من ممتلكاتهم عن طريق الابتزاز و الاختطاف على مستوى الطرقات التي تفتقر إلى الحراسة الأمنية،بل ظهرت موضة جديدة انتهجها الشباب البطال و خاصة المسبوقين قضائيا منهم الذين يشكلون عصابات اللصوص، مستهدفين بذلك ضحاياهم عن طريق التهديد من أجل الحصول على المال بطريقة أو بأخرى مستعملين في ذلك الأسلحة البيضاء. و هي الظاهرة السلبية التي انتشرت مؤخرا بشكل رهيب خاصة بالقرى النائية.و قد قمنا بزيارة بعض المناطق الجنوبية الشرقية لولاية بومرداس على غرار سي مصطفى،يسر، شعبة العامر،خميس الخشنة..و لقد أكد لنا المواطنين هذا المشكل الذي أضحى يهدد العائلات و حتى و هي في عقر دارها. الاعتداءات تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض و السطو على المنازل...موضة جديدة في أوساط المجرمين إن أكثر ما يعمد المجرم إلى استعماله هو العنف و التهديد مستعملا في ذلك السلاح الأبيض من أجل إجبار ضحاياه على التنازل عن ممتلكاتهم دون مقاومة.و قد أضحى هذا المشكل حديث العام و الخاص،حيث يتفاجأ المواطن في كل مرة بالاعتداء من طرف المجرمين و خاصة السكارى.و يحدث هذا أمام الملأ عكس ما كان عليه في السابق،و في هذا قال أحد مواطني مدينة بومرداس أنه لا يمكن لمواطن أعزل المرور على مستوى الطرقات المعزولة ليلا دون تعرضه للاعتداء..." هي نفس التصريحات التي أكدها لنا العديد من المواطنين و صرحوا أن هذا يحدث أمام الملأ،إذ يتعرض المواطن إلى مختلف لاعتداءات دون قدرته على المقاومة و تدخل أي مواطن أخر لاستنجاده،كون الأمر يتعلق بحياتهم.و لعل ما زاد من حدة المشكل و تفشي الظاهرة، هو غياب مصالح الأمن بالمناطق المعزولة و هو الأمر الذي يسهل من مهمة المجرم في تنفيذ كل مخططاته الإجرامية،من أجل الحصول على المال عن طريق السرقة أو السطو على المنازل. هذه الأخيرة " موضة " جديدة انتشرت مؤخرا،حيث يعمد من المجرمين الى اقتحام المنازل،و يستغلون في ذلك غياب أصحابها.و أكثر المستهدفين هم المغتربين الذين يقضون معظم أيام السنة خارج الوطن.و لعل تفشي هذه الظاهرة تعكسها العديد من الملفات التي تفصل فيها المحاكم بالولاية يوميا.. مراهقون ،بطالون..يتفننون في السرقة ..و الشيوخ و النساء أكثر الضحايا ان من أكثر الفئات التي تتعرض إلى الاعتداءات هم فئة الشيوخ و النساء،حيث يستغل المجرم ضعف ضحيته،ليتمكن من الفرار بعد تنفيذ مهمته بكل سهولة.و لعل ما يلفت انتباهنا لدى حضورنا في جلسات المحاكم،هو انتشار موضة حمل السلاح الأبيض بين أوساط الشباب الذين عادة ما يكونون من فئة البطالين أو المسبوقين قضائيا،الذين يتخذون من السرقة " حرفة " يمتهنونها من أجل الحصول على المال بالتهديد و عادة ما يتجاوز الأمر ذلك إلى حد الاعتداء الجسدي لإجبار الضحايا على التنازل عن ممتلكاتهم. العزلة و غياب الأمن ساهما في انتشار الإجرام و لعل أكثر الأسباب التي وفرت الجو الملائم لهذه العصابات لتنفيذ اعتداءاتها هو أن أغلب القرى بالولاية عبارة عن مناطق نائية لاسيما في حال السطو عن المنازل،حيث يترصد المجرم بيت ضحيته المعزول بكل حرية،مستغلا بذلك غياب مصالح الأمن لتنفيذ جرمه،دون أن ينتبه اليه الأشخاص . فلقد أشار بعض المواطنين إلى مشكل أخر و هو بعد المؤسسات التربوية عن مقرات سكنات التلاميذ،حيث يضطرون إلى قطع مسافات جد طويلة للالتحاق بمقاعدهم الدراسية،و يتعرض أحيانا التلاميذ إلى الاعتداءات بالأسلحة البيضاء و هو في طريقهم ذهابا أو إيابا.و يستغل أيضا المجرم غياب الأمن في هذه المناطق لتنفيذ اعتداءاته بعيدا عن الأنظار. حياة