شهدت ولاية الطارف مؤخرا عدة محاولات اختطاف لأطفال وفتيات مراهقات ما أدخل العائلات هذه الولاية في جو من الخوف والحذر وكانت آخر هذه العمليات محاولة اختطاف الطفل (ش.خالد) صاحب ال 12 سنة على بعد مئة متر من مقر سكناه بمنطقة قرقور والتي تبعد بحوالي 2كلم عن مقر عاصمة الولاية. المنطقة والتي زارتها يومية آخر ساعة للوقوف على تفاصيل هذه الحادثة من قبل عائلة الصبي تتكون من عشرات البناءات الريفية البسيطة ورغم أننا لم تكن لدينا أية معرفة مسبقة بعنوان العائلة أو لقبها إلا أن صغر المنطقة سهل لنا علينا مهمة الوصول إلى هذه العائلة رغم أن المنطقة كانت خالية تماما من السكان وذلك حوالي الساعة الثانية بعد الزوال خاصة وأن الجو كان حارا ذلك اليوم مما جعل سكان المنطقة يغلقون محلاتهم وصدفة مر بطريقنا طفلان سألناهما عن منزل الطفل الذي حاول أشخاص اختطافه منذ أيام فكان جوابهما سريعا رغم نظراتهما الحادة التي كانت توحي بتوخي الحذر منا فما كان علينا إلا أن نكشف لهم عن هويتنا وبطاقاتنا المهنية وفي هذا الوقت تأكدنا أنهما قد تنفسا الصعداء لكنهما رفضا الركوب بالسيارة وقررا أن يساعدانا بطريقتهم الذكية التي توحي بحذرهم الشديد وتأثرهما بالحادثة حيث تتبع خطوات هذين الطفلين الصغيرة وصولا إلى منزل خالد الذي تبين لنا من خلال الدردشة الصغيرة التي جمعتنا بالطفلين أنهم زملاء في ذات المؤسسة التربوية ونظرا لصغر المنطقة وصلنا إلى منزل خالد في وقت قصير ، وصعدن أدراجا قادتنا إلى منزله الصغير الواقع على مقربة من موقف الحافلات على الطريق السريع وبعد أن فتحت لنا والدة خالد الباب بدت ملامح الحيرة على تقاسيم وجهها خاصة عندما علمت أننا صحفيون فطلبت منا العودة مرة أخرى لعدم تواجد زوجها بالمنزل لكنها سرعان ما تفهمت الوضع بعد المناقشة التي جمعتنا بها حول كثرة عمليات الاختطاف وضرورة كشف النقاب عن مثل هذه القضايا لأخذ الحيطة و الحذر من جهة ووضع حد لمثل هذه الجرائم التي يعاقب عليها القانون وفجأة بدأت تسترجع والدة خالد أحداث ذلك اليوم الذي وصفته بالمشؤوم وكأنها تريد أن تحرق ما تبقى من ذكريات تلك الفاجعة ساردة أدق التفاصيل بصوت خافت مشيرة إلى أن ابنها قد رجع من متوسطة عباس أحمد الواقعة بمقر ولاية الطارف أين يدرس بالسنة الأولى متوسط واتجه نحوها وخرج وفي يديه 20 دج وعلبة ياغورت متجها نحو دار الشباب ببلدية الطارف للمطالعة رفقة زملائه وما هي إلا دقائق بعد خروجه حتى اتجه نحو موقف الحافلات أين كانت تقف بعض الفتيات من مكان المنطقة اللواتي شككن في تصرفات شخص ملثم على متن سيارة بيضاء وفور تقدم خالد من السيارة أمسك المتهم بيده وحاول إدخاله إلى السيارة إلا أن خالد تمكن منه بعد أن عضه على مستوى يده وفي هذه الأثناء أقدم أصدقاء خالد وبعض من سائقي الحافلات بالموقف على الإمساك بالمتهم الذي لاذ بالفرار، فما كان على هؤلاء السكان إلى غلق الطريق خاصة وأن صاحب السيارة اتجه نحو طريق مسدود وبعد مدة وصلت مصالح الدرك وألقوا القبض على المتهم و بعد نزعهم للثام تبين أنه شيخ يبلغ من العمر 64 سنة ووجدوا داخل سيارته مقصا للجراحة وأدوية مطهرة للجروح وقفازات طبية وضمادات جراحية وحسب ما أكدته والدة خالد فقد نفى الشيخ ضلوعه في جرم كهذا مشيرا أنه قد تعرض لسرقة هاتفه النقال وحاول . إمساك الباني أن الشهود الذين عايشوا الحادثة فندوا أقواله، لكن أشارت مصادر أخرى إلى أن هذا الشيخ لم يتم كشف بعد خاصة لمظهر ه وحسن سيرته التي تشهد له بها مكان منطقة الذين كذبوا هذا الخبر وأشادوا بخصاله خاصة وأنه كان يصلي بسكان بلدته ما أخلط أوراق هذه القضية بعد أن حامت الشكوك حوله في الوقت الذي شهدت فيه ولاية الطارف مؤخرا عدة عمليات اختطاف من بينها اختطاف فتاة بمنطقة عين عسل لم بظهر لها أي أثر لحدة الساعة ما جعل أهلها يتخبطون من شدة الخوف. للإشارة فقد وضع الشيخ رهن الحبس المؤقت أحيل على المحكمة بمجلس قضاء عنابة بتهمة محاولة الاختطاف وهذا من المنتظر أن تنظر هيئة المحكمة في قضيته خلال الدورة المقبلة حنان.ب