يعاني زبائن بريد الجزائر على مستوى مختلف مكاتب البريد المنتشرة عبر بلديات ولاية جيجل الثماني والعشرين من الاكتظاظ اليومي وسوء الخدمات وبالخصوص على مستوى المدن الرئيسية كعاصمة الولاية وكذا الطاهير والميلية حيث لا تكاد الطوابير تغادر المكاتب البريدية لهذه المدن ومن ورائها مظاهر الاحتجاجات التي عادة ما ترافق هذه الطوابير والتي كثيرا ما تخرج عن إطارها الطبيعي في ظل تماطل بعض الأعوان وتجاهلهم لمعاناة زبائنهم الذين ملوا من هذه الظاهرة التي ماانفكت تكبر وتتوسع مع الارتفاع المضطرد في عدد الزبائنورغم لجوء مصالح بريد الجزائر إلى فتح مكاتب جديدة على مستوى العديد من التجمعات الحضرية في محاولة لامتصاص الأعداد الهائلة من زبائنها الذين يتضاعفون من سنة إلى أخرى وفق المنحنى التصاعدي لقطاع التشغيل فان الخدمات على مستوى المكاتب المذكورة أو لنقل أغلبها لم تتحسن على الإطلاق بل زادت وعلى عكس ما كان مأمولا في التراجع بدليل الطوابير التي تشهدها معظم مكاتب البريد بالولاية (18) وهي الطوابير التي لا تخلو من المظاهر السلبية والمشينة كالتدافع وتبادل العبارات النابية بين الزبائن أنفسهم أمام لامبالاة بعض الأعوان الذين ضربوا بتعليمات الوصاية عرض الحائط من خلال التحاقهم المتأخر بمكاتبهم ناهيك عن معاملتهم غير اللائقة لزبائنهم وبالأخص الأميين والمسنين ممن يجدون صعوبة بالغة في تحصيل معاشاتهم الشهرية أو الإطلاع على أرصدتهم نتيجة جهلهم للطرق المتبعة في بلوغ غايتهم خاصة ما تعلق منها بطريقة ملء الصك البريدي وهو ما يدفع بهؤلاء إلى الاستفسار لدى الأعوان الذين يكون ردهم في أغلب الأحيان سلبيا رغم أن واجبهم وطبيعة عملهم تفرض عليهم التجاوب مع هذه الاستفسارات والرد على أصحابها الذين يفترض أنهم في مقام أولياء هؤلاء الأعوانويبقى السبب الرئيسي الذي زاد من حجم الاكتظاظ على مستوى أغلب مكاتب بريد الجزائر بعاصمة الكورنيش هو أن أغلب هاته الأخيرة قد تجاوزتها الأحداث بفعل ضيقها وقدمها ولم تعد قادرة على احتواء الأمواج البشرية التي تزحف عليها كل صباح ومساء وهو ما اعترف به بعض الأعوان الذين تحدثوا «لآخر ساعة» بدليل أن معظم المكاتب التي صممت لاستقبال بضع عشرات من الأشخاص أضحت تستقبل يوميا أضعاف هذا العدد دون أن تطرأ عليها تغييرات تساعدها على مسايرة هذه النقلة .