أسدل سهرة أمس، الستار على فعاليات مهرجان امدغاسن السينمائي الدولي في طبعته الثانية، حيث احتضن حفل الاختتام مسرح باتنة الجهوي، بحضور ضيوف المهرجان من فنانين عرب قدموا من سوريا، تونس ومصر، وكذا نخبة من الفنانين الجزائريين، والسلطات الولائية، أين تم الاعلان عن الفائزين في منافسة الافلام السينمائية القصيرة، التي تم عرضها ضمن فعاليات المهرجان بقاعة السينيماتيك طيلة أيام التظاهرة الثقافية التي انطلقت في ال 10 ماي الجاري على مدار خمسة أيام، سطر من خلالها القائمون عليه برنامجا ثقافيا فنيا وسياحيا مميزا. طبعة كان الجديد فيها حضور دولي لشخصيات فنية من خارج الجزائر، أمثال الفاننين السوريين عباس نوري، نزار أبو حجر والكاتبة عنود خالد، والفنان المصري القدير أحمد بدير ومن تونس خالد بوزيد وغيرهم من المخرجين والفنانين من الدول المشاركة، في التظاهرة، التي تحدت كل الصعاب وأبانت طموح شباب هدفه الارتقاء بالعمل السينمائي، هذا وقد عرفت التظاهرة مشاركة دولية ووطنية كبيرة لأفلام تم استقبالها، تم انتقاء 29 فيلما ممثلين ل 24 دولة، للدخول في غمار المنافسة والتي توج فيها مناصفة كل من الفيلم الإيراني "Cannibal" لمخرجه رمين سماني وكذا الفيلم المصري "Tuktuk"، فيما عادت جائزة أحسن مونتاج وتركيب للفيلم البريطاني "Good Thanks, you" بعد أن كان مرشحا لهذه الجائزة الى جانب الفيلم البريطاني كل من الفيلم البرازيلي والسوري، أما جائزة أحسن تصوير سينمائي فقد عادت للفيلم الروسي "The winner" بعد أن كان مرشحا للجائزة كل من سوريا، روسيا وسكوتلاندا، وقد كان الفيلم الروسي "The winner" لمخرجه يوري سيسويف الأوفر حظا من حيث الجوائز، أين افتك أيضا مناصفة مع الفيلم الجزائري "شبشاق ماريكان" للمخرجة أمال بليدي جائزة أحسن سيناريو ، فيما وفق المخرج الفلسطيني محمود احمد في افتكاك جائزة أحسن إخراج عن فيلم "Matchstik"، ومن ضمن جوائز المهرجان ضمن المنافسة التي صعبت على لجنة التحكيم اتخاذ قرارات الاختيار بسبب المشاركة الكبيرة للأفلام وكذا جودتها جائزة أحسن تمثيل نسائي التي عادت الى الممثلة إلهام وجدي للفيلم المصري "Tuktuk" الذي كان هو الآخر أوفر حظا في افتكاك الجوائز منها الجائزة الأولى كأحسن فيلم قصير مناصفة، وقد كان مرشحا لنيل جائزة أحسن دور نسائي كل من فيلمي فلسطين وبريطانيا، أما أحسن دور رجالي فقد للفنان بهزاد دوراني عن فيلم "كانيبال" عن ايران، وهو بعد أن كان مرشحا لذلك كل من الجزائر، سوريا وإيران البلد الذي كان هو الآخر أوفر حظا من خلال انتقاء الأعمال وتتويجها بمختلف الجوائز، هذا وكانت لجنة التحكيم المشكلة من سليم حمدي، أيمان نوال، قاتح رابية، قد أضافت إلى قائمة الجوائز مولودا جديدا وهي جائزة تنويه أو إشادة لجنة التحكيم التي منحت للمخرج خالد فهد ممثلا للفيم السعودي، وللمخرجة كاردينا همين والفيلم الجزائري "شبشاق ماريكان" لمعالجته الاستثنائية لقضية الأطفال. فيما اختارت لجنة التحكيم منح جائزتها للمخرج ميار نوري عن فيلم "المعركة الاخيرة، يذكر ان هذا الاخير هو نجل الفنان السوري القدير عباس نوري الذي كان ممثلا في فيلم ابنه وضيف شرف بالمهرجان، واستلم الجائزة نيابة عنه. سهرة اختتام التظاهرة الثقافية الكبرى هذه، لم تكن أقل من سهرة الافتتاح، التي أحرزت نجاحا باهرا، فكان التنظيم المحكم والبرنامج المنوع طيلة عمر التظاهرة سيدا الموقف في تظاهرة تعد بالكثير في الطبعات اللاحقة من المهرجان حسب ما اكده محافظه عصام تعشيت خلال كلمة ألقاها معلنا اسدال الستار على فعاليات الطبعة الثانية، مثنيا على كل الجهود المبذولة والدعم واسهام مختلف الجهات التي سعت الى انجاح التظاهرة هذه واعطاءها الوزن والبعد الدولي اللازمين. هذا وخلصت لجنة تحكيم أفلام المنافسة ضمن فعاليات المهرجان الى جملة من التوصيات، التي لاقت الترحيب الكبير من طرف الفنانين والضيوف الحضور على غرار الدعوة إلى تجهيز قاعة السينماتيك باتنة بجهاز عرض على المعايير العالمية، حيث أنه وبدون قاعة سينما على المعايير الدولية لا يمكن أن يكون هناك عرض سينيمائي ولا حتى مهرجان سينمائي بمعايير دولية، حيث تأمل لجنة التحكيم من خلال جملة التوصيات أن تكون بولاية باتنة لاحتضان التظاهرة قاعة سينيماتيك مثل باقي ولايات الوطن على غرار سينيماتيك الجزائر العاصمة، بجاية سعيدة وغيرها، ولأن تطور وارتقاء أي مهرجان مرتبط بتطور الهياكل القاعدية للمدينة دعا أعضاء اللجنة إلى إعادة تأهيل وفتح باقي قاعات السينما المتواجدة على مستوى الولاية المغلقة منذ سنوات والتي يطالها الاهمال والتخريب. بالإضافة إلى استحداث مسابقة وجوائز خاصة بأفلام التخرج والأفلام المدرسية بالموازاة مع المسابقة الرسمية وإشراك طلبة المعاهد الخاصة في السينما والفنون والإعلام في تسيير وتنظيم المهرجان كمتربصين ومتطوعين قصد خلق ديناميكية ايجابية والاحتكاك ونقل المعارف بين مختلف الاطراف سواء من مشاركين ومنظمين وكذا ضيوف لتعم الفائدة.