مثل صبيحة اليوم الأحد أمام هيئة محكمة الجنايات الإستئنافية لدى مجلس قضاء عنابة شخصين يبلغان من العمر 36 و53 سنة تمّت متابعتهما بارتكاب جنحة تهريب المهاجرين وجنحة تسهيل الهروب لأشخاص مبحوث عنهم مع جنحة إخفاء وتهريب شخص مبحوث عنه من العدالة وأثبثت التحريّات الأمنية ورود اسمي المتهمان "ع.ي" و"ط.ر" في ملفّ جريمة القتل التي شهدتها مدينة عنابة يوم العاشر جانفي من سنة 2021 حين قام مجموعة من الأشخاص ينحدرون من ولاية عنابة وأم البواقي وتلمسان بالإضافة إلى آخرون يحملون الجنسية المغربيّة بزهاق روح شاب مغربي بغابة تتواجد بأعالي بلديّة سرايدي، حيث اشتبه ضلوع المتّهمان في قضيّة تسهيل عمليّة هروب الجناة مع إخفائهم وتهريبهم، وفي سياق متّصل فقد استمعت هيئة محكمة الجنايات صبيحة اليوم الأحد لأقوالهما التي أنكرا من خلالها جميع التهم المنسوبة إليهما، ومن جهة ثانية فقد سبق ل"آخر ساعة" وأن تطرّقت لكافة حيثيات جريمة القتل البشعة التي اهتزّت لها مدينة عنابة قبل حوالي 24 شهرا حين لفظ رجل يبلغ من العمر 39 سنة أنفاسه الأخيرة بطريقة وحشيّة، ويتعلّق الأمر بالمسمى "م.ح" المنحدر من منطقة خنيفرة المغربية، بعد أن قام العديد من الأشخاص يحملون الجنسية المغربية وآخرون ينحدرون من عدّة ولايات في الوطن بينهم 3 نساء بتكبيل يده ورقبته وإشعال النار في جسده وتركه يصارع الموت إلى غاية أن لفظ أنفاسه الأخيرة، علما وأن وقائع القضيّة تعود إلى يوم 10 جانفي من السنة سالفة الذكر حين تلقّت مصالح الدرك الوطني بسرايدي مكالمة هاتفية عند منتصف النهار من طرف المسمّى "ع.ك.ر" الذي يعتبر أحد سكان البلديّة، وذلك من أجل التبليغ عن وجود جثّة متفحّمة تماما لدرجة عدم وجود أي ملامح عليها مرميّة في منطقة واد ميزاب الكائنة بمحاذاة الطريق الولائي رقم 16 على بعد حوالي 20 متر بداخل الغابة، وهو ما جعل عناصر الدّرك الوطني تتنقّل على جناح السرعة مرفوقة بخلية الشرطة التقنية ومصالح الحماية المدنية، فتمت معاينة الجثة المتفحمة التي كانت مكبّلة على مستوى اليد اليسرى والرقبة قبل أن تلتهمها ألسنة النار بشكل كلّي ليتبيّن أنّها من جنس ذكر كما لاحظت المصالح المختصّة وجود حبل بلاستيكي مرميّا بالقرب منها وآثار عجلات سيارة، ليتم نقل الجثة من طرف مصالح الحماية المدنية إلى المستشفى الجامعي ابن سينا بعنابة، وفتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقات معمّقة توصّلت من خلالها إلى تحديد هويّة الضحيّة ويتعلّق الأمر بالمسمى "م.ح" الذي يحمل الجنسية المغربيّة، كما شرعت الجهات المعنية في تحرياتها بسماع أحد الشهود في قضيّة الحال ويتعلق الأمر بالمسمى "ث.م" الساكن ببلدية سرايدي الذي كشف أنّه كان صبيحة الحادثة يتواجد بالقرب من مسرح الجريمة وشاهد سيارة من نوع "هيونداي i10" وبها 03 أشخاص ذكور وامرأة ترتدي نقاب رمادي وبرفقتهم طفلة صغيرة عمرها حوالي العامين، كما أنه شاهد بينهم حقيبة زرقاء اللون، قبل أن يتقدّم الشاهدان "ض.ص" و"خ.س" اللذان استمعت مصالح الضبطيّة القضائية لأقوالهما وكشفا أنهما كانا متوجهان إلى مكان عملهما حوالي الساعة 11.15 والتقيا في طريقهما نفس السيارة وأنهما، وهو الحبل الذي استندت عليه الجهات الأمنية في تحقيقاتها التي كثّفت فيها من التحريّات لمعرفة هويّة الأشخاص الذين شوهدوا بمسرح الجريمة قبل أن تنجح الجهات المختصّة في الوصول إلى السيارة المشبوهة وإلقاء القبض على خمس أشخاص تبيّن ضلوعهم في جريمة القتل، تجدر الإشارة أنّ هؤلاء قد مثلوا السنة الفارطة أمام هيئة محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة التي تابعتهم بتهمة المشاركة في جريمة القتل ويتعلق الأمر بكل من "ط.ف" و"د.ش" و"س.ف" و"ب.ح" الذين إلتمس في حقهم ممثل الحق العام عقوبة المؤبد فيما سلطت هيئة المحكمة ضدّهم بعد إجراء جلسة المداولات بعقوبة15 سنة سجنا نافذا، كما تجدر الإشارة من ناحية ثانية أنّ بقيّة المتّهمين يتواجدون جلّهم في حالة فرار وكشفت التحريات الأمنية عن هويّتهم وتبيّن أن معظمهم يحملون الجنسية المغربية ولاذوا بالفرار إلى وجهات مختلفة بعد إقدامهم على فعلتهم الشنيعة المتمثّلة في اختطاف الضحيّة "م.ح" وتحويله مع سرقة أغراضه قبل تكبيل يده ورقبته مع إشعال النار فيه وتركه يحترق إلى أن تفحّمت جثّته ونكّل المجرمون بجثّته قبل أن يفرّوا إلى وجهات مختلفة علما وأنّ العديد من المصادر تؤكّد عودتهم بعد ارتكابهم الجريمة إلى المغرب، وأوضحت التحريات الأمنية أنّ هؤلاء لاذوا بالفرار بمساعدة من المتهمان اللذان مثلا اليوم الأحد أمام مجلس قضاء عنابة.