يكثر الحديث عن الكتب المدرسية مع بداية كل سنة دراسية و ذلك للأهمية الكبيرة التي تكتسيها بالنسبة للتلاميذ و أوليائهم بالتالي تنشأ العديد من المشكلات التي ترتبط بمدى توفرها على مستوى المدارس و المكتبات من جهة و قدرة الأولياء على إقتنائها من جهة أخرى فشهد هذا العام ظاهرة إقترنت بهذا الحدث الموسمي بحيث بين لنا العديد من أولياء الأمور أن مدراء المؤسسات التربوية يقومون بالمتاجرة بالكتب المدرسية على حساب التلاميذ و أوليائهم الذين يسعون إلى إقتنائها بكل الطرق لأجل توفير لأبنائهم كل الضروريات لمزاولة دراستهم بحيث لاحظ الأولياء أن المدراء يستخدمون مع الأولياء المتقدمي إلى الإدارة لإقتناء الكتب سياسة تقييمية إستغلالية يقومون من خلالها بعرض الأسعار المخصصة للكتب المدرسية و ذلك حسب تقييمهم الخاص لوضعية الولي و قدرته الشرائية بالتالي أضحى المدراء تجارا محترفين يتقنون المهنة و خباياها بحيث أكد لنا بعض أولياء الأمور أن المدراء يقدمون أسعارا مختلفة لمجموعة عددية متساوية من الكتب و الخاصة بنفس الطور مبينين أنهم أحسوا بالغرابة إتجاه الوضع سيما أن فئة منهم أكدت لنا في نفس السياق أن المسؤولين عن عملية تسليم الكتب قاموا بتقديم أسعار مختلفة لكلا الزوجين بحيث تتفاجأ الأم بغير السعر الذي قدم للأب بالرغم من أن الكتب هي نفسها الخاصة بنفس الطور و نفس المواد هذا في الوقت الذي يعرف سعر الكتاب المدرسي لمادة معينة محدد من طرف الوزارة الوصية على الغلاف الخاص به في حين أن السعر الذي يقوم الأولياء بإقتنائه يختلف عن المقرر وهذا ما يزيد من حيرة الأولياء وتساؤلهم اتجاه الوضعية الغامضة التي تكتنف العملية عامة بحيث لا يدركون ما إذا كانت الأسعار المحددة على الغلاف هي السعر الحقيقي والنهائي الخاص بالكتاب الواحد أم أن هناك هامشا من الربح تستفيد منه المؤسسة المعنية أثناء قيامها بالعملية بحيث بين لنا أحد أولياء الأمور أنه قام بشراء كتاب التربية الإسلامية الخاص بالطور الثاني بمبلغ 200دج في حين أن السعر المحدد لهذا الكتاب بالغلاف يقدر ب110دج وهذا ما يبين سياسة الاستغلال التي يستخدمها المدراء اتجاه الأولياء الذين يبقون في حيرة من أمرهم في ظل غياب الرقابة والجهل التام للأولياء بالطرق التي يجب اللجوء إليها في مثل هذه الظروف هذا في الوقت الذي يفرض فيه مدراء المؤسسات التربوية والمسؤولون سلطتهم ويجبرون الأولياء بالمقابل على اقتنائها كما أنهم يتمادون في هذه الممارسات في ظل غياب الرقيب الخاص بهذا المجال. طيار ليلى