أنهى المنتخب الوطني الجزائري مشوار كاس أمم إفريقيا أول أمس بهزيمة أمام منتخب نيجيريا ب 1 – 0 وذلك في المباراة التي أجريت من اجل تحديد صاحب المرتبة الثالثة في ترتيب الفرق الإفريقية و ظهر أشبال سعدان بمستوى ضعيف لم يرقى لما عهدناه عليهم في المباريات السابقة و يمكن تفسير ذلك بالغيابات التي طالت بعض العناصر الأساسية على غرار الحارس فوزي شاوشي و الظهير الأيسر بلحاج نذير و جدار الصد رفيق حليش ، حيث خلف غياب هؤلاء الثلاثة ثغرات و نقصا فادحا في قوة الفريق الجزائري الذي يعلم الجميع بان نقطة قوته تكمن في خطه الدفاعي و بالرغم من أن الناخب الوطني حاول التعامل مع الأمر و معالجة النقائص بالموجود إلا أن البدائل لم يكن في وسعها إعطاء الإضافة لأسباب عديدة من أبرزها مشاركة البعض لأول مرة في التشكيلة الأساسية على غرار رضا بابوش لاعب المولودية و البعض الآخر لم يشارك في لقاءات رسمية كثيرة على غرار الحارس زماموش ، و رحو سليمان و زاوي سمير . أثار التعب كانت واضحة و حتى الإرادة غابت فوق الميدان و من الواضح أن أشبال المدرب الوطني رابح سعدان غابت عن أدائهم أول أمس الإرادة و العزيمة و الحرارة التي اشتهروا بها من قبل و لعل ذلك يعود بدرجة كبيرة إلى عامل التعب و الإرهاق الذي نال من اللاعبين رغم أن نفس التعب و الإرهاق نال من النيجيريين الذين لعبوا قبل يومين من تلك المباراة أيضا مباراة أمام غانا ، لكن كان من الواضح أن رفقاء القائد يزيد منصوري لعبوا مباراة نيجيريا الترتيبية وهم تحت تأثير صدمة ما جرى في مباراة مصر بعد المهزلة التي قادها الحكم كوفي كوجيا ، و بالرغم من أن الطاقم الفني عمل جاهدا على رفع معنويات اللاعبين إلا انه بدا واضحا بان اللاعبين لم يفلحوا في تجاوز الصدمة و لم يسترجعوا المعنويات التي كانت كفيلة بجعل اللعب أكثر حرارة . المباراة أمام نيجيريا سمحت لنا بإلقاء نظرة على البدلاء و اعتبر الكثيرون المباراة التي جرت أول أمس أمام نيجيريا مناسبة للوقوف على إمكانيات اللاعبين الاحتياطيين الذين كان الكثيرون يطالبون بإقحامهم من اجل معرفة مستوياتهم هذا وقد شهد الخط الخلفي النسبة الأكبر من التغييرات بالنظر إلى عدد اللاعبين الذين غابوا على مستوى هذا الخط على غرار حليش ، عنتر يحي و بلحاج و قام سعدان بالاعتماد هذه المرة اضطراريا على لاعبين ينشطون في البطولة الوطنية وهم زاوي سمير الذي قام بتعويض حليش ، و بابوش الذي قام بتعويض بلحاج على الجهة اليسرى و أيضا رحو الذي دخل في مكان عنتر يحي المصاب حيث ظهر المحليون بمستوى ضعيف و كان ارتكاب الأخطاء السمة الغالبة في أدائهم ، في حين كان الكثيرون ينتظرون منهم أداءا يفجرون من خلاله عن طاقاتهم و يؤكدون بالفعل أنهم الأحق باستدعائهم في حين أن البعض الآخر اعتبر نقص المنافسة الرسمية مع التشكيلة الوطنية السر وراء محدودية الأداء الذي كشف عنه أمام نيجيريا . الجزائر يجب أن تملك دكة بدلاء قوية يمكن الاعتماد عليها في وقت الشدة و مما لا شك فيه هو أن الطاقم الفني للمنتخب الوطني الجزائري عليه أن يفكر من الآن فصاعدا في كيفية امتلاك دكة بدلاء تحوي أقوى اللاعبين حيث يمكن التعويل عليهم في وقت الشدة ومن الأكيد أن هذه المسالة تعني أن نوجه أنظارنا إلى محترفينا في أوروبا خاصة أن الأسماء كثيرة و المواهب و القدرات يشهد لها الجميع ، و كشفت لنا منافسة كاس أمم إفريقيا مدى حاجة المنتخب الوطني للاعبين بدلاء يكونون في المستوى و قادرين على منح الإضافة بالمهارات الفردية التي يملكونها ، حيث عانى الخضر كثيرا وعاني الناخب الوطني رابح سعدان من الإصابات و العقوبات التي نخرت جسم التشكيلة بداية بإصابة عنتر يحي و مغني التي أثرت على مشاركتهما في معظم اللقاءات و إضافة إلى إصابة بزاز الذي غادر المعسكر مجبرا و أيضا صايفي الذي منعته الإصابة من المشاركة و لا ننسى الحارس الأول الوناس قواوي الذي اضطر إلى قطع المعسكر بعد أول يوم بسبب العملية الجراحية و كذلك لن ننسى حادثة خالد لموشية الذي غادر المعسكر لأسباب ما زالت مبهمة إلى غاية الآن . يجب إعادة النظر في بعض اللاعبين قبل المونديال كما سمحت لنا كاس أمم إفريقيا أيضا بتقييم بعض العناصر الوطنية و التي يكون المدرب الوطني رابح سعدان أيضا قد وصل إلى تقييمها حيث أكدت بعض العناصر محدوديتها و بالتالي فانه من الواجب التفكير في البدائل التي يمكن أن تمنح الإضافة للنخبة الوطنية و على راس هؤلاء اللاعبين مهاجم سيينا الايطالي عبد القادر غزال الذي لم يفلح في تسجيل أي هدف طيلة اللقاءات الستة التي لعبها في كاس إفريقيا حيث كان غزال يضيع العديد من الفرص و كانت بعض تلك الفرص لتتحول إلى أهداف محققة أي كانت فرصا لا يمكن تضييعها ، و بالرغم من أن عبد القادر غزال ساهم بشكل كبير في مساعدة رفقائه على بلوغ المونديال كما انه لا احد يشكك في حبه للفريق الوطني و للألوان الوطنية بدليل تلبيته لدعوة سعدان دون أي تردد إلا انه من الواضح بان الجزائر بحاجة إلى مهاجم قناص للفرص حتى يتحسن الهجوم الذي تأكدنا من انه ما زال الحلقة الأضعف في الفريق الوطني الجزائري