ولم تصدر اي حصيلة رسمية جديدة لعدد قتلى الصدامات.وفرض حظر التجول الاربعاء لفترة غير محددة في اول اجراء من هذا القبيل منذ تولي الرئيس زين العابدين بن علي السلطة سنة 1987.واعلنت وزارة الشباب والرياضة الخميس ارجاء كافة المباريات الرياضية «المبرمجة هذا الاسبوع» بسبب الاضطرابات.وفرقت الشرطة صباح الخميس بالغازات المسيلة للدموع المتظاهرين في العاصمة والعديد من المدن التونسية التي شهدت خصوصا مساء الاربعاء ويوم الخميس صدامات واحتجاجات واعمال حرق ونهب واسعة لمتاجر وبنوك ومؤسسات امنية وادارية.وانتشرت الحرائق واختلطت الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية بمشاهد الحرق والنهب في الكثير من الشوارع في العاصمة خصوصا في الاحياء الشعبية وفي باقي المدن التونسية وبينها مدن سياحية مثل الحمامات ونابل (شمال شرق). وكانت حكومة الرئيس بن علي حاولت الاربعاء تهدئة الاوضاع باقالة وزير الداخلية واعلان الافراج عن كافة الموقوفين «باستثناء المتورطين في اعمال نهب«.وجاءت دعوة الرئيس التونسي مساء الخميس لوقف اطلاق النار وسط تزايد قلق المجتمع الدولي من خطورة الوضع في تونس حيث اعربت بالخصوص فرنسا الخميس عن تنديدها ب «الاستخدام غير المتكافىء للعنف«.ونصحت الولاياتالمتحدة وسويسرا والبرتغال وهولندا الخميس مواطنيها بعدم القيام بزيارات غير ضرورية لتونس.اما زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي ابو مصعب عبد الودود فقد دعا المتظاهرين التونسيين الى العمل المسلح للاطاحة بنظام الرئيس بن علي، بحسب مركز سايت لمراقبة المواقع الاسلامية.وتطرق الرئيس التونسي ايضا في خطابه مساء الخميس الى مستقبله السياسي حيث اكد انه لا ينوي الترشح مجددا للرئاسة في 2014 بعكس ما كان يطلب منه انصاره.وقال بن علي (74 عاما) في هذا الصدد «انني اجدد التاكيد على التعهد منذ السابع من نوفمبر 1987 (تاريخ توليه السلطة) بانه لا رئاسة مدى الحياة«، مشددا على «عدم المساس بشرط السن للترشح لرئاسة الجمهورية» المحدد وفق الدستور ب75 عاما، اذ ان عمره سيكون 77 عاما في حال ترشح لانتخابات 2014 كما طلب منه انصاره بعيد فوزه بانتخابات 2009. واعلن في هذا السياق تشكيل «لجنة وطنية تتراسها شخصية وطنية مستقلة لها المصداقية» لدى كل الاطراف السياسيين والاجتماعيين للنظر في «مراجعة المجلة الانتخابية ومجلة الصحافة وقانون الجمعيات وغيرها» من النصوص المنظمة للحياة السياسية في تونس. وكرر بن علي في كلمته التي جاء قسم منها باللهجة التونسية «لقد فهمتكم» مضيفا «فهمت الجميع العاطل عن العمل والمحتاج والسياسي» مؤكدا ان «الوضع يفرض تغييرا عميقا وشاملا«.واكد في هذا الاطار انه سيتم «فتح المجال من الان لحرية التعبير السياسي (...) ومزيد من العمل على دعم الديموقراطية وتفعيل التعددية«. كما قرر اعطاء «الحرية الكاملة للاعلام بكل وسائله والانترنت» في تونس، مؤكدا ان «العديد من الامور لم تسر» كما ارادها وخصوصا «في مجالي الديموقراطية والاعلام« اللذين تعرض بشانهما الى انتقادات خصوصا من واشنطن. وقال في كلمته «قررت الحرية الكاملة للاعلام بكل وسائله وعدم غلق مواقع الانترنت ورفض اي شكل من اشكال الرقابة عليها مع الحرص على احترام اخلاقيات المجتمع ومبادىء المهنة الاعلامية«.وبعيد كلمة بن علي اكد مستخدمو الانترنت في تونس ان الرقابة الغيت عن المواقع التي كانت محجوبة في تونس كما حاور التلفزيون الرسمي للمرة الاولى رئيس الرابطة التونسية لحقوق الانسان، اعرق روابط حقوق الانسان عربيا وافريقيا، مختار الطريفي.واضاف في ثالث خطاب يلقيه منذ انطلاق حركة احتجاج غير مسبوقة في تونس ضد البطالة والفساد بدات منتصف ديسمبر الماضي في سيدي بوزيد (وسط غرب) وشملت في الساعات ال48 الاخيرة العديد من المدن التونسية وخصوصا العاصمة وضواحيها، ان «العديد من الامور لم تسر كما اردتها ان تكون خصوصا في مجالي الاعلام والديموقراطية»، مشيرا الى انه تعرض «للمغالطة» ومشددا على ان من «حجبوا الحقائق سيحاسبون«. وفور انتهاء كلمة بن علي انطلقت مجموعات من التونسيين في مسيرة دعم للرئيس التونسي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة التونسية واطلقت هتافات وابواق السيارات ترحيبا، وبدا كأن حظر التجول الليلي المفروض في العاصمة وضواحيها لم يعد قائما ق.د/الوكالات