أخلت قوات الأمن ليلة الخميس إلى الجمعة ساحة الشهداء وسط العاصمة، من عشرات أعوان الدفاع الذاتي، «المقاومين» القادمين من مختلف ولايات الوطن للاعتصام إلى غاية تلبية مطالبهم، وبدت ساحة الشهداء خالية من أي متظاهر صباح أمس، وقد وضع حولها سياج حديدي لإجراء أشغال تغيير البلاط . حيث تدخل مئات رجال الشرطة في حدود الساعة العاشرة ليلا من الخميس، واجبروا المعتصمين على ركوب حافلات لإخلاء الساحة وتحويلهم إلى محطة نقل المسافرين ليعودوا إلى بيوتهم، وتحدثت مصادر عن إحباط رجال الأمن لمحاولة انتحار بعد أن أقدم احد الباتريوت على تسلق كشك بالساحة محاولا رمي نفسه من سطحه. وقد واصل العشرات من أعوان الدفاع الذاتي اعتصامهم بساحة الشهداء بالجزائر العاصمة لليوم الخامس على التوالي، وأفاد طارق شكروني ممثل المعتصمين، بأن رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح استقبل وفدا منهم يوم الخميس، وسلموا له لائحة مطالبهم ووعدهم بالنظر فيها، وبالمقابل طلب منهم إخلاء ساحة الشهداء، غير أنهم رفضوا طلبه، خاصة - يضيف ذات المصدر – وأن بن صالح لم يحدد لهم تاريخ الرد عن مطالبهم، وهو ما جعل المحتجين يقررون مواصلة اعتصامهم إلى غاية أن تلبي السلطات العليا مطالبهم، قبل إجبارهم على إخلاء الساحة الليلة نفسها. وأشار شكروني الذي حمل السلاح ضد الجماعات الإرهابية منذ بداية تأسيس «الدفاع الذاتي»، بأن الأعوان المعتصمين يريدون قرارات سياسية تحل جميع مشاكلهم وتحقق أهم مطالبهم، حيث قال « كما جندونا بصورتين شمسيتين ونسخة عن بطاقة التعريف الوطني، يمكنهم الآن حل مشاكلنا». ومن مطالب أعوان الدفاع الذاتي المعتصمين، ضرورة سن قانون أساسي خاص بهم، ورفع الراتب الشهري، والتكفل بالمرضى والمجروحين خلال تأدية المهام، والحصول على منحة الأخطار، والتقاعد المبكر مثل أعوان الجيش الوطني الشعبي، والاعتراف بتضحياتهم عن طريق تصنيفهم كمجاهدين وشهداء. ط.فيصل