استأنفت عشية أمس نقابة العمال، المفاوضات الثنائية بينها وبين المديرية العامة لارسيلور ميتال عنابة، وكشفت مصادر لآخر ساعة أن العمال رفعوا مطالب للاستفادة من زيادات تتراوح نسبتها بين 10 بالمائة و 35 بالمائة، في الوقت الذي مازال يعاني فيه المركب من أزمة مالية حادة وإنتاج ضعيف لشهر أفريل لم يتعد نسبة ال60 بالمائة سبب التوقفات وحادث الفرن العالي رقم2. وستتناول هذه المفاوضات التي انطلقت يوم أمس في حدود الساعة الرابعة مساءا، كل المسائل العالقة بين الطرفين منذ أزيد من سنة، خاصة بعد الانسداد الأخير الذي عرفته في الآونة الأخيرة حين توقفت الاجتماعات الثنائية بصفة فجائية بسبب الغليان العمالي وأدت إلى صراعات واتهامات تبادلها الطرفان. وكشف الأمين العام لنقابة عمال مركب الحديد والصلب بعنابة إسماعيل قوادرية، من خلال بيان تلقت “آخر ساعة” نسخة منه، أن المفاوضات تخص أساسا الزيادات في الأجور والعلاوات، كما أن اللقاءات ستتناول ملف التأمينات وتحسين وتأمين ظروف العمل. وحسب ما جاء في تقرير مركب الحديد والصلب لشهر أفريل المنصرم، فلم تشهد نسبة الإنتاج تقدما حيث لا زال عملاق الحديد يعاني من أزمة وزاد تدهورها وكان كل من الفرن العالي رقم 2 ووحدة تحضير المواد الأولية رقم 2 في توقف موسمي من اجل القيام بأعمال الصيانة وبعد مرور 4 أيام من إعادة تشغيل الوحدتين وقع انقطاع عام للكهرباء نتيجة لانفجار قاطعة على مستوى مؤسسة سونلغاز أدى بخروج فحم الكوك عن مساره مما خلف خسائر في بعض التجهيزات، وإن التوقف السنوي والحادث الذي وقع للفرن جعلا المركب لا ينتج إلا 6 آلاف طن من الفولاذ السائل ولم تكن المبيعات كافية مما جعل المؤسسة في وضعية مالية صعبة أما فيما يخص مبيعات المنتجات الصناعية فقد بلغت 26134 طن منها 39 بالمائة منتجات طويلة و61 بالمائة منتجات مسطحة. من جهة أخرى وحسب نفس التقرير الشهري فقد أعيد تشغيل فرن المفولذة الكهربائية المتوقفة منذ 2005 حيث سيسمح بتحويل الفولاذ المكسور إلى سبائك فولاذية وستسمح أيضا بتحويل 30 ألف طن بمعدل سبيكتين في اليوم وتقوم هذه الوحدة الإنتاجية بعملية التحويل انطلاقا من مسترجعات الحديد “حديد الخردة”. أما بخصوص الاجتماعات الثنائية، فقد كانت الجولة الأخيرة من المفاوضات بين ممثلي نقابة عمال مركب أرسيلور ميتال ، والإدارة الفرنسية التي يمثلها فانسون لوغويك، قد خلصت إلى إيجاد أرضية اتفاق، حول العديد من المطالب التي تم اقتراحها والمتلعقة خصوصا بالزيادة في الأجور وتحسين الظروف المهنية والاجتماعية، ورفع المنح والعلاوات، فقد انتهت المفوضات بإقرار زيادات في منحة التعويض، ومنحة تعويض الأوساخ، والزوجة بدون دخل، إلى جانب تعويض ساعات المناوبة والعمل الإلزامي، ومنحة التعويض بالدرجات، وحصل أصحاب الدرجة 1 و2 على تعويضات ملموسة، كما تم الاتفاق على إنشاء درجتين جديدتين خاصتين بمنحة تعويض المشقة وتعويض الأوساخ، وكذا العمل على إيجاد صيغة تعويضية للإطارات المعرضين للضرر.