كشفت مصادر مطلعة ل«آخر ساعة”، أن مصالح الأمن تحقق في شبكة تزوير وثائق التأشيرة “فيزا” تنشط بولايات الشرق الجزائري، على رأسها عبقري يتقن استغلال تكنولوجيا الإعلام الآلي والانترنت ينشط بولاية تبسة، ويستطيع هذا الأخير استخراج وثائق رسمية ودعوات لمؤتمرات وأيام دراسية، في مختلف التخصصات والمدن في العالم، حيث تستغل هذه الوثائق لدفع ملفات طلب التأشيرات بأمريكية وببلدان أوروبية. وتمكنت أمس الأول مصالح الشرطة من القبض على متورطين بحي الميناديا وسط مدينة عنابة، ويتعلق الأمر بشابين اثنين مكلفين بمهام لوجيستيكية، وبإرسال “زبائن” لشراء هذه الوثائق التي تسمح لهم باقتناء تأشيرة الدخول للأراضي الأوروبية، وتنشط هذه الشبكة بطريقة منظمة، حيث يعمل المكلف باستخراج الوثائق بطريقة شبه رسمية، يرسل طلب مشاركة في مؤتمرات متخصصة تنظمها دول أوروبية باسم الزبون المعني، وينتظر رد المنظمين الذين غالبا ما يستجيبون لهذه الطلبات ويرسلون وثائق للمشاركة في المؤتمرات تحمل صور المدعوين، وبعد ذلك يقوم المكلف بالإعلام الآلي على رأس الشبكة بجمع كل هذه الملفات وطلب موعد لطلب التأشيرة على مستوى السفارات والقنصليات، حينها يذهب الشخص المعني بهذه الدعوات “الرسمية” مرفق بالملف دون علم المراقبين بالسفارات والقنصليات أنها استخرجت بطريقة ملتوية، وأن طالب التأشيرة لا ينوي المشاركة في هذه المؤتمرات ولا العودة إلى أرض الوطن بعد انتهاء فعاليات هذه المؤتمرات أو الأيام الدراسية. من جهة أخرى يتكفل العبقري في هذه الشبكة بكل تفاصيل الرحلة، حيث يستخرج الوثائق اللازمة لحجز غرف بفنادق قريبة من مقر إجراء المؤتمرات بالبلدان والمدن المعنية، وباسم الزبون، كما يحجز أيضا تذكرة الطائرة بتاريخ انطلاق فعاليات المؤتمر، ويصبح الزبون يحمل كل الوثائق اللازمة للحصول على التأشيرة، علما أن العصابة تستغل إجراءات القرصنة عبر الانترنت لاستخراج الوثائق والإشراف على الحجوزات، وذلك من خلال قرصنة بطاقات بنكية لأوروبيين وأمريكيين يسلبون أموالهم لدفع مستحقات الوثائق المستخرجة، وحددت هذه الشركة الإجرامية أسعارا تتراوح بين 35 ألف دج و 70 ألف دج لتقديم خدماتهم الملتوية، وذلك حسب الملفات المستخرجة والمدن والبلدان التي يستخرجون منها الوثائق اللازمة. وتعتبر هذه الشبكة من أبرز العصابات المختصة في تزوير واستعمال المزور للوثائق والمحررات الرسمية لفائدة مجموعة من الأشخاص، من أجل الحصول على ملفات مزورة يتم إيداعها على مستوى القنصليات والسفارات للحصول على تأشيرات السفر طالب فيصل وقد دفعت تحريات الأمن وهذه المعلومات ، إلى مداهمة مسكن متهمين، حيث تم العثور داخل المسكن على أختام وطوابع لمؤسسات ومجموعة من الوثائق المزورة، تحمل أسماء لأشخاص يقيمون بعنابة، مما تطلب استدعاء أصحاب هذه الوثائق، وكشفت مصادر أن مصالح الأمن قامت باستجوابهم واتضح أن العديد منهم كانوا ضحية نصب واحتيال، واعتبروا أن أفراد الشبكة كانوا يوهمون ضحاياهم بأن لديهم علاقة بشخصيات على مستوى مؤسسات عالمية مختصة في تنظيم ملتقيات ومؤتمرات تقوم بمساعدتهم في الحصول على تأشيرة السفر إلى فرنسا