أكدت مصادر ضمن المحتجين أمس، أن قوات مكافحة الشغب تدخلت بمكان قيام الشباب البطال بالاعتصام قرب مقر الولاية ورقلة، من أجل تفريقيهم، الأمر الذي أدى إلى نشوب مواجهات تعتبر الأعنف في مسلسل الاحتجاجات بالجنوب الجزائري منذ بداية السنة، وقد دخل الطرفان في مشادات ليلة الثلاثاء حيث كان المعتصمون يبيتون بمكان الاحتجاج، بعد رفضهم إبراح المكان و العودة إلى بيوتهم، وكان هؤلاء باشروا الاعتصام منذ أيام ، بعد مرحلة «هدنة» تعهدت فيها السلطات المحلية بأنها ستحل مشكل إيجاد مناصب شغل لهم، خاصة في الشركات البترولية التي يقولون أنهم مقصون من العمل فيها. وقدر عدد الشباب بالمئات وقد وجدوا السند من سكان الولاية الذين انخرطوا معهم في المواجهة مع وحدات الأمن، ووصل الكر و الفر إلى محافظة الشرطة بعين المكان، وتم إلحاق الضرر بها بعد أن أضرمت النار في جانب منها، واستدعى ذلك تدخلا سريعا من قبل مصالح الأمن و الحماية المدنية، وقد شهدت الولاية وخاصة بحي عتبة، الذي شهد محاولات عديدة لانتحار شباب بسبب الفقر وسوء المعيشة وانعدام فرص العمل. وكان العشرات من الشباب بولايات الجنوب أعلنوا خلال الأسابيع الماضية، عن تأسيس تنظيم شباني للمطالبة بفرص الشغل، أطلق عليه اسم» لجنة الدفاع عن حقوق البطالين في الجنوب»، وموازاة مع إعلان ميلاد اللجنة، نظم شباب الجنوب وقفات احتجاجية في بلديات ورقلة وحاسي مسعود وإيليزي وأدرار. وأرجع الشباب ضرورة التأطير في هيئة تجمعهم ، نظرا للأحداث المتكررة التي شهدتها معظم ولايات الجنوب فيما يخص ملف التشغيل و»استغلاله من طرف المافيا الاقتصادية القابعة في الجنوب و التي تحترف استغلال الأحداث المثيرة للجدل لتحقيق أهدافها المشبوهة»، وقال الناطق الرسمي للجنة الدفاع عن حقوق البطالين في الجنوب، طاهر بلعباس ، أن ميلاد اللجنة أملاه « التهميش والإقصاء غير المبرر لمواطني الجنوب في فرص الشغل» ونفى أن تكون للجنة «صبغة جهوية»، مشيرا بأن التنظيم وجه دعوة لكل البطالين في كامل القطر الوطني للإنضمام إليه، للمطالبة بالحق الدستوري في الشغل، وقال « أردنا تفادي الفوضى و الاتهامات غير المبررة التي رمتنا بها الإدارة و السلطات بأننا متمردين وجهويين»، وانتقد بلعباس بشدة، الوضع في ولايات الجنوب في مجال الشغل، وقال بأن المافيا الاقتصادية استحوذت على الإدارة بهاته الولايات وأصبح المسؤولون المحليون لا يحركون ساكنا أمام استفحال المافيا التي ضربت الإدارة و مؤسسات الدولة في الصميم». وأشار الناطق الرسمي للجنة بأن الأخيرة، ستظل نطالب بفرص الشغل للمنضوين تحت لوائها، مفندا ما اسماه بمزاعم غير بريئة، ألصقت بالمحتجين على انعدام فرص العمل بولايات الجنوب « من أننا نكره الوافدين من الشمال» و قال أن اللجنة ستعمل على نبذ العنصرية « لسنا عنصريين و من أراد الإنضمام إلى اللجنة فأبوابها مفتوحة للجميع «. وأشار أصحاب المبادرة إلى مصير غير مشرف للجزائر، لما أقدم البعض على الانتحار بسبب الوضع المأساوي الذي تعيشه عائلات في الجنوب، وقال المتحدث «أصبحنا نعيش شبه استعمار و أصبح كل طرف ضد من يطالب بحقه في الشغل، وأصبح ينظر إلينا على أننا مواطنون من الدرجة الثالثة لا حق لنا في الحياة.. هناك وزراء لهم شركات في الجنوب تشتغل مع الشركات الأجنبية «. وأكد الشبان المنضوون تحت لواء اللجنة « لا نريد سوى العمل وكسب خبزنا اليومي وحفظ كرامتنا» وأضاف هؤلاء» نريد أن يعرف المسؤولين أننا جزء من هذا المجتمع ولدينا حقوق دستورية سنعمل على استرجاعها بطرق شرعية وتنظيمية.. لسنا هنا لنتسول ولكن للمطالبة بحقوقنا». ليلى/ع