وذلك تنديدا بالتصاعد الرهيب الذي تعرفه العمليات الإجرامية وكذا مختلف أشكال الإعتداءات بالولاية (18) والتي أودت بحياة عدد كبير من الأبرياء وآخرهم الشاب «محمد هاين» الذي دفع حياته ثمنا لتهور مجموعة من المجرمين بالقرب من جامعة جيجل . وجاءت الدعوة الى المسيرة المذكورة والتي أعلنت عدة جمعيات مدنية عزمها على المشاركة فيها كنوع من التنديد بمسلسل العمليات الإجرامية التي ضربت عاصمة الكورنيش في الفترة الأخيرة وخاصة بعاصمة الولاية وكذا بعض البلديات كالجمعة بني حبيبي ، الميلية ، أولاد عسكر والقائمة طويلة وهي العمليات التي أخذت الكثير منها الطابع الإستعراضي بدليل الطرق الجهنمية التي نفذت بها وكذا تحدي من يقفون وراءها للسلطات الأمنية التي وجدت نفسها عاجزة عن التصدي للظاهرة رغم نجاحها في القبض على بعض المتسببين في هذه العمليات وآخرهم قتلة الشاب «محمد» الذين وقعوا في قبضة العناصر الأمنية بعد أقل من أربعة أيام على ارتكابهم لجريمتهم الشنعاء . كما جاء التفكير في تنظيم مسيرة اليوم التي يجهل ما ان كانت السلطات قد منحت ترخيصا لمنظميها وما ان كانت ستسمح بها أم لا كدعوة مباشرة للسلطات لإعادة النظر في طريقة التعامل مع أفراد الجماعات الإجرامية التي وجدت في القوانين المتساهلة وكذا في التعامل المرن معها من قبل مصالح الأمن فرصتها لحصد الأخضر واليابس والعبث بحياة الأبرياء الذين لاذنب لهم سوى أنهم خرجوا في ساعة متأخرة من الليل لظرف اضطراري أو وجدوا أنفسهم معزولين بأحد الشوارع التي بات يستعملها هؤلاء المجرمين كقواعد خلفية لتنفيذ عملياتهم الهجومية التي لم تستثن حتى عناصر الأمن والجيش بدليل المصير الذي عرفه جندي شاب من ولاية برج بوعريريج خلال شهر رمضان الفارط والذي قتله المجرمون ببرودة دم كبيرة على أبواب المدرسة الوطنية لرماة البحرية وهو ماحدث لجندي آخر ينحدر من منطقة وادي أرهيو بالغرب الجزائري والذي أفلت بدوره الأسبوع الماضي من موت محقق بعدما هاجمته مجموعة اجرامية على مستوى الحديقة المحاذية لمركز الضمان الإجتماعي بوسط مدينة جيجل .وكان العديد من المواطنين بعاصمة الكورنيش جيجل قد استغلوا فرصة نزول المدير الجديد للأمن الولائي ضيفا على أحد البرامج الإذاعية نهاية الأسبوع المنقضي لتوجيه سيل من الإنتقاذات لطريقة تعامل بعض أفراد الأمن مع العمليات الإجرامية التي تشهدها شوارع المدينة من حين الى آخر موجهين اللوم لهذه العناصر على تجاهلها التام لهذه العمليات رغم أن بعضها حدث على مرآى من هذه العناصر ، كما ذهب بعض المتصلين الى حد المطالبة باستغلال تعيين مدير جديد للأمن الولائي لإعادة النظر في المنظومة الأمنية بعاصمة الولاية وذلك بما يضمن تضييق الخناق أكثر على الجماعات الإجرامية التي جعلت جيجل تدخل في مرحلة أخطر من مرحلة الإرهاب التي حصدت أرواح العشرات من الأبرياء . م.مسعود