والعمل على إعادة تأميمها من القطاع الخاص، معلنة وفي نفس الوقت مساندة حزبها لإضراب العمال لشرعية مطالبهم. أكدت أمس «لويزة حنون» في التجمع الشعبي الذي نظمته بقاعة السينما «الهقار» لمدينة ذراع بن خدة، والمتزامن مع الإضراب الذي شنه عمال الملبنة المتواجدة بذات المنطقة للمطالبة بإعادة تأميم هذه المؤسسة من القطاع الخاص، أن الدولة الجزائرية ملزمة بالاستجابة للمطلب الرئيسي للعمال، كونه مطلبا يكرس حقا من حقوق الأمة و مبدأ من مبادئ السيادة الوطنية، ملحة وفي نفس السياق على ضرورة إيفاد لجنة تحقيق خاصة للكشف عن التجاوزات الخطيرة التي يمارسها المسؤول الأول على المؤسسة في حق العمال، وكذا عن طريقة تسييرها التي و-بحسبها- طغت عليها الفساد الإداري والرشوة، وذلك «بتواطؤ بعض الأطراف الخفية التي لها مصالح خاصة وراء هذه الوضعية»، مشيرة أن استعادة ملكية المؤسسة لصالح الدولة هي من الأهداف السامية التي يسعى إليها هؤلاء العمال، خصوصا أن عدم احترام دفتر الشروط من طرف مالك المؤسسة والمتعلقة بتجديد العتاد ونوعية الإنتاج، وكذا احتكاره للمادة الأولية للحليب التي تدعمها الدولة والمتاجرة بها، وتسببه في خلق مضاربة في الأسعار وندرتها في السوق الوطنية، كلها أمور تبرهن عن عدم نجاعة مشروع الخوصصة وفشله في الجزائر، وآن الإصلاحات التي انتهجتها الدولة في هذا الشأن ومنذ 2008 لاسيما مراجعة قانوني 49 و51 المتعلقين بعقود الشراكة وحرصها على آن تكون الأغلبية فيها لصالح الدولة، خير دليل على فشل الاتجاه الاقتصادي المنتهج من طرفها. كاشفة ومن جهة أخرى الأمينة العامة لحزب العمال، على آن الأزمات المالية المتكررة التي تتخبط فيها اكبر دول العالم في الآونة الاخيرة، تستدعي من السلطات الجزائرية اتخاذ التدابير اللازمة للتخلص من مشروع الخوصصة، لاسيما آن أغلبية مدة عقود الشراكة مع الأجانب في نهايتها، وهو الأمر الذي لا يسمح باسترجاع كل المؤسسات العمومية سابقا من القطاع الخاص، من اجل تحقيق ثورة تجديد في قطاع العمومي وللضمان تنمية محلية شاملة. مع العمل على محاسبة كل الأطراف المتسببة في انتشار الفساد المالي والإداري في البلاد ومن بينهم مسؤولون ساميون في الدولة. هذا وقد حذرت لويزة حنون من تحول الكم إلى النوع، الناتج عن تراكم مطالب الشعب وصرف النظر عنها من طرف المجلس الشعبي الوطني الذي و-بحسبها- يفتقد إلى المصداقية والإرادة للقيام بإصلاح وتغيير ديمقراطي في الجزائر، وانه بمثابة حاجز للتجدد السياسي . خليل سعاد