أدلى الناخبون في فرنسا بأصواتهم يوم أمس في جولة الإعادة الحاسمة في انتخابات الرئاسة التي توج فيها فرانسوا هولاند كأول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ نحو عشرين عاما ب 51,9 بالمائة ، ليجعل نيكولا ساركوزي الزعيم الأوروبي الحادي عشر الذي تطيح به الأزمة الاقتصادية في أوروبا، ويخرج مطأطأ الرأس بعد 5 سنوات من الحكم وصفت بالأسوء في تاريخ الجمهورية الفرنسية. وكانت اشارت استطلاعات الرأي الاخيرة الى تقدم هولاند بما بين اربع وثماني نقاط مئوية للانتخابات واستفاد مترشح ال»بي أس» من موجة غضب بسبب عجز ساركوزي عن كبح جماح البطالة المتفشية خلال خمسة اعوام له في الرئاسة، و بعد أن عرض برنامجا شاملا في شهر جانفي المنصرم يقوم على زيادة الضرائب خاصة على أصحاب الدخول المرتفعة لتمويل الانفاق والسيطرة على العجز العام، ويستفيد هولاند في جوانب كثيرة من برنامجه الانتخابي من موجة من المشاعر المناهضة لساركوزي ترجع في جزء منها الى أداء الرئيس المنتهية ولايته الذي يوصف بأنه استعراضي ويظهر غرورا من حين الى اخر فضلا عن الغضب من الازمة الاقتصادية التي أضرت بزعماء أوروبا الواحد تلو الاخر.وأدلى الرئيس الفرنسي الجديد هولاند بصوته في الدور الثاني من الانتخابات في بلدة تول بوسط فرنسا والتي عمل رئيسا لبلديتها لسبع سنوات حيث قام بمصافحة وتقبيل ناخبين يعرفهم الكثير منهم معرفة شخصية، وقال لوسائل الاعلام في وقت لاحق بينما كان يتناول الغذاء في مطعم محلي يكتظ بسكان تول «انا واثق، انا متأكد.»وكانت فتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الثامنة صباحا لاستقبال 46 مليونا من الناخبين، وأظهرت الارقام التي نشرتها وزارة الداخلية ان 30.7 في المائة من الناخبين المسجلين ادلوا بأصواتهم بحلول منتصف النهار رغم الطقس الممطر في معظم انحاء فرنسا، فيما تعدت ال71 بالمائة في حدود الساعة الخامسة، وبلغت ال81 بالمائة عند غلق مكاتب التصويت في المدن الكبرى.وعلى الرغم من تمكن ساركوزي من تقليص تقدم هولاند نقطتين خلال الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية فان مساعديه اعترفوا في احاديث خاصة بان ساركوزي كان يحتاج لمعجزة من أجل تغيير المسار لصالحه والفوز بفترة ولاية ثانية، ليخرج من قصر الايليزي تاركا عهدة للاشتراكيين، الذين عادوا لتربع العرش الفرنسي، بعد أن تركه فرانسوا ميتيران منذ حوالي 17 عاما.