مع اقتراب نهاية العام وبداية العد التنازلي للاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة 2013 ،يتبادر إلى أذهان العديد من الجزائريين سؤال جوهري، وهو أين سيقضون عطلتهم ؟ في ظل الغلاء الفاحش لتكاليف الاحتفال داخل التراب الوطني ، وعدم استقرار الاوضاع في الدول العربية وتضييق الخناق في منح التأشيرة ... حيث يتسابق العديد من الجزائريين ككلّ نهاية عام للحجز لدى وكالات السياحة والأسفار من أجل قضاء احتفالات أعياد رأس السنة الميلادية الجديدة خارج التراب الوطني، غير أن الملاحظ هذه السنة أن العروض لدى وكالات الاسفار غائبة تماما على عكس السنوات القليلة الماضية اين كانت الاخيرة تسعى مع دخول شهر ديسمبر ،لاستقطاب الزبائن بتقديمهم افضل الخدمات بأسعار تنافسية مغرية نحو وجهات مختلفة ،كما ان الحجز نحو الدول الأوروبية شهد تراجعا كبيرا بسبب التضييق الحاصل في منح التأشيرة من طرف الدول الاروبية ، الاخيرة التي أصبحت أكثر حرصا من أيّ وقت مضى على وضع حدّ لدخول أراضيها، خاصّة بعد الأزمة الاقتصادية التي مسّتها خلال السنوات الأخيرة، والتي فرضت عليها أخذ إجراءات مكثّفة للحد من الهجرة ، وبهذه الإجراءات أجبر كلّ من كان يقضي احتفالات رأس السنة الجديدة بهذه العواصم على تغيير الوجهة نحو تركيا ،غير ان الاخيرة شهدت هي الاخرى هذه السنة تراجعا في الحجز نحوها لأسعارها الفاحشة ،وهو ما جعل بعض وكالات السفر تقدّم برنامجا خاصّا لاستقطاب مجموعة من الأشخاص تمكّنهم من قضاء راس السنة داخل التراب الوطني ،كما ان الملاحظ هذه السنة ان الكثير من الجزائريين استبعدوا الاحتفال بالدول العربية على غرار تونس ومصر وذلك بحكم الاوضاع الامنية غير مستقرة ،وذلك بعد ان كانت تونس الوجهة المفضلة لهم حيث كان الجزائريون في السنوات القليلة الماضية لا يفكرون في مكان قضاء عطلة نهاية السنة و انما كانوا يختارون وجهتهم بما يتناسب مع قدراتهم المالية ،وفيما يتعلق بولايات الجنوب ك تندوف، تمنراست، بشّار ، جانات وتاغيت وغيرها من المناطق الأخرى التي أصبحت تشهد استقطابا خلال السنوات الاخيرة من طرف الأجانب ،فهي لمن استطاع عليه وأمام الغلاء الفاحش لتكاليف الاحتفال “غير الديني” داخل التراب الوطني ،وعدم استقرار الاوضاع في الدول العربية وتضييق الخناق في منح التأشيرة فيواجه آلاف الجزائريين شبح راس سنة جديدة دون احتفال ،من جهتهم انتقدت الجزائريين الغلاء الفاحش لتكاليف الاحتفال برأس السنة داخل الجزائر مقارنة بالدول المجاورة على غرار تونس ،خاصة فيما يتعلق بتكاليف الفندقة والنقل ،كما انتقدوا غياب المرافق باستثناء المتواجدة بالجنوب ..الامر الذي يتطلب من الجهات المعنية اخذ التدابير اللازمة لتسهيل عبور الجزائريين الراغبين قضاء راس السنة بالعواصم الاروبية او العمل على توفير الخدمات اللازمة بالتراب الوطني لاستقطابهم ...