أشارت تقارير إعلامية متابعة للشأن السياحي في الجزائر، إلى تراجع عدد الجزائريين الذين اعتادوا الاحتفال برأس السنة الميلادية خارج الوطن، بشكل كبير، نظرا لسوء المستوى المعيشي وغلاء الأسعار، فيما تبقى الفئة القليلة التي حجزت لدى الوكالات السياحية محجمة عن التوجه إلى الدول الأوروبية بسبب ارتفاع تكاليف السفر والإقامة، وكذا عن جمهورية مصر التي عرفت مقاطعة لا نظير لها بسبب الأزمة التي حدثت بين البلدين. وكان رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، محمد جريبي، كشف في تصريح صحفي، عن تراجع عدد الجزائريين الذين حجزوا للاحتفال برأس السنة في الخارج بشكل رهيب، مشيرا إلى أن الإقبال هذه السنة سيكون منخفضا جدا مقارنة بالسنوات الماضية، مع العلم أن معظم الحجز هذه السنة لم يخرج عن إطار المغرب، تونس وتركيا، حيث أوضح ذات المتحدث، أن 90 بالمائة من الحجوزات التي قام بها الجزائريون للاحتفال برأس السنة الميلادية في الخارج، التي لم تعد يفصلنا عنها إلا بضعة أسابيع تتجه إلى كل من تونس، المغرب وتركيا، خاصة بعد إلغاء التأشيرة، في حين تراجعت بشكل كبير جدا نسبة الإقبال على الحجز لدى بلدان أوروبية على غرار فرنسا، إسبانيا وإيطاليا. وأشار محمد جريبي إلى أن الجزائريين هذه السنة قاموا بمقاطعة مصر كليا، بعد الحديث الذي دار عن اعتماد مصر نظام القائمة السوداء بمطاراتها، والتي تم إدراج اسم الجزائر فيها، الأمر الذي جعل الجزائريين يلغون نهائيا من حساباتهم فكرة التوجّه إلى الأهرامات للاحتفال برأس السنة الجديدة، هذا إضافة إلى الأزمة الكروية التي شهدها البلدان والتي تسببت في توتّر العلاقات بين الطرفين. وأرجع جريبي سبب تراجع الجزائريين عن فكرة الاحتفال برأس السنة في الخارج إلى الأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها، نتيجة انخفاض نسبة الأجور وغلاء المعيشة وهو ما يجعلهم عاجزين عن التوجّه إلى أوروبا للاحتفال بالسنة الجديدة، ناهيك عن نقص الإشهار الذي تباشره الوكالات السياحية لاستقطاب السياح والزبائن. موازاة مع هذا تنشط وزارة السياحة في سبيل تطوير السياحة الداخلية، من خلال حملة إعلامية كبرى مع بداية الموسم الشتوي الحالي، قامت بها للتعريف بالسياحة في الجنوب الجزائري واستقطاب الأجانب للاحتفال برأس السنة 2011 بتمنراست، تاغيت وبسكرة مع العلم أن الحكومة ستركز خلال الخماسي الجاري الممتد إلى غاية 2014 على السياحة الصحراوية لما تزخر به منطقة الجنوب الجزائري من إمكانيات جمّة.