يكثر الحديث في مثل هذا التوقيت بالذات من السنة عن عطل أعياد نهاية ورأس السنة الميلادية وأين يقضيها كلّ شخص بالرغم من أن العادة هذه دخيلة عن تقاليدنا ومجتمعنا الإسلامي، إلاّ أن البعض لا يمكن أن يفوّت الفرصة هذه لقضاء الاحتفالات التي أصبحت تترسّخ لدى بعض الجزائريين تقليدا للغرب في جوّ من الابتهاج بعيدا عن الرّوتين اليومي وصخب ضجيج المدن، ولعلّ أكثر المدن التي ستستقطب هذه الفئة من الجزائريين هذا العام بعدما تغيّرت العديد من المعطيات على الساحة العالمية والعربية ستكون الوجهة كلّ من تونسوغرداية، إضافة إلى تمنراست بجنوب الوطن، حسب ما كشفت عنه وكالات السياحة والأسفار نظرا للتكاليف المنخفضة مقارنة بمناطق ودول أخرى· أكّد محمد مجماج مسيّر وكالة السياحة والأسفار (الزعاطشة) بالعاصمة، في حديث ل (أخبار اليوم) أن وجهة فئة الجزائريين المعتادين على الاحتفالات بأعياد نهاية ورأس السنة هذا العام ستكون نحو تونس وجنوبنا الكبير بما في ذلك غرداية وتمنراست بالنّظر إلى التكاليف المخفّفة مقارنة بمناطق وبلدان أخرى، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن أكثر الحجز سجّل نحو تونس بنسبة مرتفعة مقارنة بالسياحة الداخلية الجنوبية وذلك نظرا للتخفيضات المغرية التي تعرضها الوكالات السياحية التونسية بفائدة هياكلها السياحية. فعلى سبيل المثال يذكر المتحدّث ذاته أن إقامة من 4 إلى 5 أيّام انخفض سعرها في تونس في هذه الفترة ما بين 18 إلى 22 ألف دينار بعدما كان السعر مضاعفا قبل الأحداث التي عاشتها الدولة مؤخّرا، في حين أن قضاء المدّة والفترة نفسها بجنوب الوطن كغرداية أو تمنراست يكلّفان أكثر من 25 ألف دينار بالرغم من نقص الهياكل وانعدام الحسّ السياحي في بعض الأحيان، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول انعدام الدّعم للسياحة الداخلية التي تعيش ركودا بالرغم من أن أغلب الجزائريين يحبّذون قضاء عطلهم في مختلف المناطق السياحية بالوطن لمحدودية دخلهم غير أنهم يصطدمون وفي كلّ سنة بغلاء التكاليف. من جهته، كشف القائم على وكالة السياحة والأسفار (الزعاطشة) أن التكاليف المطلوبة في منطقة تمنراست أكثر بكثير ممّا هو متعامل به في غرداية، موضّحا أن الفوج الجزائري يوفّر أغلى الرّحلات من تونس رغم نقص الهياكل· وعلى صعيد آخر، ذكر مجماج أن الرّحلات نحو فرنسا هذه الأيّام تشهد ضغطا بعدما تمّ غلقها لامتلائها عن آخرها بالنّظر إلى التخفيضات التي تعرضها كلّ من الخطوط الجوّية الجزائرية وشركة (أفل آزور) نحو فرنسا. وعن التسهيلات في قضية منح التأشيرة الفرنسية للجزائريين، أكّد المتحدث ذاته أن مثل هذه الأقاويل ليس لها أساس من الصحّة لأن مثل هذه الأمور مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجانب السياسي الذي يطغى من جانبه على المشهد الاقتصادي، فإذا كانت العلاقة بين البلدين متوتّرة من الجانب السياسي يظهر ذلك جليا على التضييق في منح التأشيرة والعكس صحيح، أمّا بخصوص الرّحلات نحو تركيا فنسبتها ضئيلة جدّا نظرا لغلاء التذكرة، في حين ألغيت الرّحلات تماما من أجندة الجزائريين نحو كلّ من سوريا التي تعيش أوضاعا استثنائية إلى جانب مصر التي تقلّصت الرّحلات بشكل كبير منذ أحداث مقابلة أم درمان بين الفريق الوطني ونظيره المصري للتأهّل إلى المونديال، حيث تسجّل الوكالة أقلّ من ألف سائح سنويا فقط· ويذكر في الأخير أن السلطات الجزائرية وتحسّبا لمثل هذه المناسبات التي تستقبل فيها العديد من السواح الأجانب الذين يحبّذون السياحة الجنوبية في مثل هذا التوقيت من السنة، عكفت على اتّخاذ إجراءات تنظيمية جديدة فيما يخص منح التأشيرات السياحية لضبط حركة السياح والرعايا الأجانب الرّاغبين في زيارة الجنوب الجزائري، بما يضمن التنسيق المحكم بين جميع الأطراف الفاعلة وتحرّي تحركات الأجانب لمعرفة هوية كلّ من يدخل التراب الوطني حفاظا على أمنه واستقراره·