تعرف مصلحة الأمومة والطفولة بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة اكتظاظا وفوضى عارمة على مدار اليوم.والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى العدد الهائل للمرضى الذين يتوافدون على المستشفى من كل حدب وصوب خاصة من المناطق والولايات المجاورة على غرار قالمة ،الطارف،سوق أهراس،تبسة وسكيكدة مما جعل المكان شبيها بقبلة يعتمر إليها الحجاج من كل مكان هذا من جهة أما من جهة أخرى فالأمر يعود إلى إهمال ولا مبالاة بعض عديمي الضمير من أصحاب المأزر البيضاء الذين ما زالوا ولحد الساعة عاجزين عن احتواء الوضع وإيجاد الحلول اللازمة متعللين بمختلف الحجج وللوقوف على حقيقة الوضع هناك تنقلت آخر ساعة إلى مصلحة الأمومة والطفولة بالمستشفى الجامعي لتصطدام بالحقيقة المؤسفة والوضعية المزرية التي آل إليها هذا المكان....قاعات مكتظة ومملوءة عن آخرها ..نساء حوامل يفترشن الأرض..وأخريات متكئات على الحائط ينتظرن دورهن في الولادة ...صراخ وعويل وسط سخط وغضب المواطنين الذين هم في مناوشات وملاسنات دائمة مع الممرضات أو أعوان الأمن لسبب أو لأخر ....والأكثر من ذلك الغياب شبه الكلي إن لم نقل انعدام النظافة ...نقص في المياه ومواد التنظيف التي من المفروض أن لا تغيب عن المصلحة .ولمزيد من التحريات والتفاصيل ،ارتأينا محاورة بعض النسوة اللاتي عبرن بالجملة عن عدم رضاهن واستيائهن مما يعانينه بمجرد الدخول إلى هذا المكان الذي أصبح على حد تعبير إحداهن «شبيها»بعيادة بيطرية»لتوليد الأبقار فنحن نعامل تماما كما تعامل الأبقار فيما عبرت أخرى عن استيائها من توليد أربع نساء فوق سرير واحد ناهيك عن الفضلات العضوية اللاتي غالبا ما يتم تركها فوق طاولة التوليد من طرف الممرضات اللاتي وفوق ذلك لا يترددن في صفع كل من تجرؤ على الصراخ وترفض الانصياع لأوامرها،فإما أن تسكت وإما أن تلقي نصيبها من الضرب بالرغم من أنه أمر لا يتماشى وأخلاقيات المهنة...معادلة يصعب حقا طرحها في ظل تماطل السلطات في تطبيق قانون إصلاح المستشفيات الذي يبقى ورغم تعليمات وزير الصحة مجرد حبر على ورق .