ووري أمس، الثرى، المجاهد أحمد محساس ، بمقبرة العالية بااب الزوار، في جو جنائزي مهيب، إثر وفاته أول أمس عن عمر ناهز 90 سنة. شيعت جنازة الفقيد في أجواء جنائزية مهيبة، حضرها كبار المسؤولين في الدولة و المواطنين، في جو بارد وممطر، لم يثن المواطنون عن الإلتحاق بالمقبرة وحضور الجنازة، كما حضر المراسم عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة وبعض ممثلي الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني الى جانب مجاهدين وعائلة الفقيد وجمع غفير من المواطنين. وقد ألقى الوزير السابق و عضو مجلس الامة حاليا الهاشمي جيار كلمة تأبينية ذكر فيها بالمناقب والخصال التي كان يتحلى بها المرحوم احمد محساس وكذا بنضاله المتواصل قبل اندلاع الثورة التحريرية وخلالها . كما حضر رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز والوزير الأول عبد المالك سلال. وقد نوه الرئيس بوتفليقة بأعمال الفقيد وقال أن المجاهد أحمد محساس الذي وافته المنية وهب حياته كلها لخدمة قضية وطنه التي آمن بها. وجاء في برقية تعزية بعث بها الرئيس بوتفليقة إلى كافة افراد اسرة المرحوم: «أفل اليوم في سمائنا نجم من نجوم الجزائر الوطنيين الذي أضاؤوا لجيلهم ولمن يأتي بعدهم درب الحرية والإستقلال ولم يدخروا جهدا ولا وقتا لا نفسا ولا نفيسا ولا ما وهبهم الله من إبداع تفتقت عنه عقولهم زمن النضال السياسي والكفاح المسلح فخاضوا معركة شاملة ضد الإحتلال بإيمان لا يتزعزع وثقة في الإنتصار لا نظير لها«. وأضاف رئيس الدولة أن الفقيد المجاهد احمد محساس «وهب حياته كلها لخدمة قضية وطنه التي آمن بها شابا فوقف عليها جهاده مناضلا في صفوف حزب الشعب الجزائري وحركة الانتصار للحريات الديمقراطية والمنظمة الخاصة ثم جبهة التحرير الوطني وعانى في سبيل ذلك ما عانى تجرع مرارة التعذيب والسجون ولم يقل ذلك من عزيمته وارادته واستمر يعمل في تنظيم الخلايا السرية ودعوة الشباب إلى الإلتحاق بصفوف الحركة الوطنية متنقلا في مناطق الوطن منظما وحاثا على الإستعداد للمعركة الحاسمة. وقد ارتبط نضاله من أربعينيات القرن المنصرم بالزعيم أحمد بن بلة لا سيما في الجناح العسكري في حركة الانتصار«. و جاء في الرسالة ايضا: «ولئن اتسم نضاله بالجرأة والإقدام فقد تميز في طبيعته بالهدوء والرصانة يؤثر الصمت ويتجنب الظهور ويجنح الى المهادنة كان من طينة الرجال الذين أنكروا الذات ونذروا العمر وجعلوا الوطن قبلتهم وناضلوا من أجل تحريره حتى الرمق الأخير ومن الجماعة الأولى التي انتصرت للعمل المسلح واختارت نهج الثورة المباركة«. وواصل بأن الراحل « برز دوره الفعال ضمن الفئة الأولى التي خططت وفجرت العمل المسلح وهو نهج لعمري طافح بالدروس والعبر ومصدر مكين تستلهم منه الاجيال دروسا في الوطنية والاخلاص والموقف النبيل. وأضاف أن المغفور له «قد ابلى بلاء حسنا على مدى السنوات الاولى للثورة الظافرة الى ان وضعت الحرب اوزارها فكان مع طليعة الرجال الذين اقاموا مؤسسات الدولة الحديثة وتقلد فيها مناصب سامية ساعده في ذلك ما اتسم به من تجربة وثقافة«. وخلص الرئيس بوتفليقة الى القول أن «أمام هذا الرزء الجلل ليس لي الا أن أسال الله العلي القدير ان يكرم وفادته ويجزل له الثواب الأوفى بما قدم من اعمال لوطنه وان ينزله منزلا مباركا بين الصديقين من عباده في جنات النعيم وينزل في قلوب اسرته وذويه ورفاق دربه جميل الصبر والسلوان«. من جهته، وصف الوزير الأول عبد المالك سلال الفقيد احمد محساس ب«الرجل الكبير« بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. وجاء في برقية تعزية بعث بها الوزير الأول إلى أسرة فقيد الجزائر الكبير والمناضل البارز أحمد محساس ما يلي: « لقد تلقيت ببالغ الحزن والاسى نبأ وفاة المجاهد الكبير والمناضل الفذ من أجل القضية الوطنية السيد احمد محساس رحمه الله وطيب ثراه وافاض على روحه مغفرة وثوابا«.