أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن الفقيد المجاهد أحمد محساس وهب حياته كلها لخدمة قضية وطنه التي آمن بها. وجاء في برقية تعزية بعث بها الرئيس بوتفليقة، أمس، إلى كافة أفراد أسرة المرحوم ما يلي: ”أفل اليوم في سمائنا نجم من نجوم الجزائر الوطنيين الذين أضاءوا لجيلهم ولمن يأتي بعدهم درب الحرية والاستقلال ولم يدخروا جهدا ولا وقتا لا نفسا ولا نفيسا ولا ما وهبهم الله من إبداع تفتقت عنه عقولهم زمن النضال السياسي والكفاح المسلح فخاضوا معركة شاملة ضد الاحتلال بإيمان لا يتزعزع وثقة في الانتصار لا نظير لها”. وأضاف رئيس الدولة أن الفقيد المجاهد أحمد محساس ”وهب حياته كلها لخدمة قضية وطنه التي آمن بها شابا فوقف عليها جهاده مناضلا في صفوف حزب الشعب الجزائري وحركة الانتصار للحريات الديمقراطية والمنظمة الخاصة ثم جبهة التحرير الوطني وعانى في سبيل ذلك ما عانى وتجرع مرارة التعذيب والسجون ولم يقل ذلك من عزيمته وإرادته واستمر يعمل في تنظيم الخلايا السرية ودعوة الشباب إلى الالتحاق بصفوف الحركة الوطنية متنقلا في مناطق الوطن منظما وحاثا على الاستعداد للمعركة الحاسمة. وقد ارتبط نضاله منذ أربعينيات القرن المنصرم بالزعيم أحمد بن بلة لاسيما في الجناح العسكري في حركة الانتصار”. وجاء في الرسالة أيضا: ”ولئن اتسم نضاله بالجرأة والإقدام فقد تميز في طبيعته بالهدوء والرزانة يؤثر الصمت ويتجنب الظهور ويجنح إلى المهادنة. كان من طينة الرجال الذين أنكروا الذات ونذروا العمر وجعلوا الوطن قبلتهم وناضلوا من أجل تحريره حتى الرمق الأخير ومن الجماعة الأولى التي انتصرت للعمل المسلح واختارت نهج الثورة المباركة”. وواصل بأن الراحل ”برز دوره الفعال ضمن الفئة الأولى التي خططت وفجرت العمل المسلح وهو نهج لعمري طافح بالدروس والعبر ومصدر مكين تستلهم منه الأجيال دروسا في الوطنية والإخلاص والموقف النبيل”. وأضاف أن المغفور له ”قد أبلى بلاء حسنا على مدى السنوات الأولى للثورة الظافرة إلى أن وضعت الحرب أوزارها فكان مع طليعة الرجال الذين أقاموا مؤسسات الدولة الحديثة وتقلد فيها مناصب سامية ساعده في ذلك ما اتسم به من تجربة وثقافة”. وخلص الرئيس بوتفليقة إلى القول أن ”أمام هذا الرزء الجلل ليس لي إلا أن أسأل الله العلي القدير أن يكرم وفادته ويجزل له الثواب الأوفى بما قدم من أعمال لوطنه وان ينزله منزلا مباركا بين الصديقين من عباده في جنات النعيم وينزل في قلوب أسرته وذويه ورفاق دربه جميل الصبر والسلوان”. (واج)